كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
لو جمعنا باقة من كتابنا المبدعين.. لو أرسلنا أبصارنا إلى البعيد وقطفنا بعضاً من كروم الألم وحكايا الندم.. لو أمسكنا الحروف وجعلناها قصصاً وروايات من صناعة أفكارنا ونتاجات حقولنا الإنسانية ونقلناها إلى الشاشات في درامات وطنية.. في ملاحم اجتماعية.. في تجسيد التفاصيل البهية لأقمار الشعر والأدب وأبطال الفداء ومفاخر كبار رجالات التاريخ الحقيقي ألا نصل إلى دراما تليق بنا وبمخزوناتنا الثقافية ونمنماتنا الاجتماعية واحتياجاتنا الوطنية وذلك في فترة الأزمة السورية وقد قفز وعينا فوق بحيرات الدم واجتاز خطوط الحزن ليصل رغم كل همّ وغمّ إلى قمم النضج، فما عادت سخافة تغويه ولا حكاية تافهة تغريه ولا مقولة ملتوية تغنيه وتجعله يشرع أبواب الانشراح ويضع واحدنا يده على الرأس سعيداً ويسرح بعيداً على موجة الهزليات التي نريد قسراً تسميتها أعمال كوميدية أو درامات رمضانية قد يمتد بعضها أجزاء وأجزاء ، وقد يكبر أبطال فيها عمراً ليبقى هناك من يثبت على نفس الحال.. أبداً لن يتشكل إعجابنا بناء على منبهات درامية مثيرة لها منكهات صنعية خطيرة سواء أكانت اقتباسا أو كانت أعمالا محلية وقد تجاوزنا في أزمتنا السورية كل معقول ولا معقول فسهرنا ظهراً مع النجوم وبكينا صباحا حتى ناحت الغيوم، في حين ليلاً رحنا نعيش مع مخاوفنا بين الأصوات التي تأتي من هنا وهناك لتلغي دور النوم الهني وتنعى السرير المريح وتجعلنا كاللصوص في منازلنا ننظر بكل حذر إلى أي درب وطريق وقد تمكن منا الخوف لنتعرف أين تنبض الآن معركة فوق أرضنا السورية الحنون وقد اشترى البعض لها الويلات الجسام من أنصار الاستعباد بأغلى الأثمان وأتعس التقديرات.... الدراما السورية في ظل الأزمة في خضم أزمتنا وتوسع رؤيتنا وامتداد قبور شهدائنا أصبحنا فوق كل إنسان يدب على متن انزلاقاته إلى هاوية الحياة الشنيعة وفوق كل دراما غريبة لا يمكنها أن تزيح جبل الوعي الشامخ في رؤوسنا الذي اعتلينا قممه مؤخرا وما عدنا نتفهم الأمور إلا من ذلك الموقع الشاهق في تحليلنا للمطروحات أمامنا بكل صغيرة وكبيرة، وكيف لا والدراما السورية الأليمة الأخيرة التي نضجت على تراب الوطن وبين حناياه خلال أربع سنوات سارت بنا إلى تفاصيل دقيقة وأوضاع تعيسة وشريط صور ليست تجريدية ولا رمزية بل هي نتاج مدرسة الواقعية المريرة... تلك الصور لا يقوى على إخراجها وتصويرها أي فنان أو مخرج مهما كان.. هل ارتقى (لو) إلى مستوى وعينا الوليد؟؟؟ هنا أقول: لو لم نروح إلى عرض مسلسل (لو) في تلك المرحلة التاريخية التي نمر بها.. ولو لم نستعن بدراما المقتبسات الأجنبية انطلاقا من أن الشرق شرق والغرب غرب وأن رمضان شهر العبادة واحتضان الطاهر من العادات.. ولو لم يروح مسلسل (لو ) إلى تحويل الحب إلى استعراض سفيه للحظات الجنس الرخيص التي تمارسه امرأة باسم الحب مع رجل وسيم وهي متزوجة من رجل مكتمل الرجولة يملك العمل والمال ويقدم لها الرفاهية مجانا لإسعادها ووالدتها المقامرة.. ليبقى الحق في القول:إن مسلسل (لو ) سقط أمام شواهق فجائعنا وحيال طهر ثوابتنا لأنه عمل أضاع الأمومة المقدسة وقتل الحب العفيف وشرع الخيانة المرفوضة وخلط الأمور بين الأسباب والنتائج وبين الالتزام والانفلاش وبين الزواج والعبثية وبين الأنوثة المقهورة مثلا والمرأة الرخيصة التي لم تخجل من انكبابها على العشق متناسية أن الزوج ليس بخيلا ولا فقيرا ولا شنيعا ولا حقيرا وكل ما هنالك أن الزوج يستغرقه العمل ساعات طويلة وهي وحدها في منزل فخم وطفلة حبيبة ومشروعها موجود في (العلية) لتمارس هوايتها في تصميم الأزياء إن شاءت قتل الفراغ وقد حاصرتها بسببه تيارات حارة من سوء المزاج، لكنها تجاهلت كل ما حولها من ايجابيات وراحت تهرب من سرير الزوجية إليها لتعيش فيها نزوتها الليلية المجنونة وتجلس الساعات تحاور العشيق على السكايب وتعرض عليه لقطات لها جميلة والزوج بين الشك واليقين يحاول استعادتها إلى العلاقة الزوجية المشروعة وإلى طفلتها ومنزلها الدافئ الجميل. بين المقتبس والواقع غصات وتحديات وأقول: نحن نعرف أن مسلسل لو مقتبس عن فيلم أجنبي بطله (ريتشارد غير) لكن ليس كل المشاهدين يقرؤون الشارة ويعرفون أن العمل مقتبس ودخيل على منظومتنا الاجتماعية فكريا وإنتاجياً.. وبالتالي فإن الممثل عابد فهد سورية وليس من المعقول أن نبرر لأحد التدحرج على مطبات الفساد الأخلاقي بوصفة باهتة وحيلة واهية حيث تتعرض الزوجة الخائنة لمرض السرطان ويبقى الزوج المخدوع منكمشا في زاوية الإحباط.. فالخروج من تلك الحكاية الشائنة في تبرير الخيانة الوضيعة كان واهنا وتهربا كسيرا من مواجهة التساؤلات الكثيرة التي لن تبرر فعل الخيانة من امرأة لا ينقصها شيء بافتراضات سخيفة، حتى وان نقصها فالخلاص المشروع من الزواج هو ضمان الحكاية ومظلة الشرف أقدس حالة طبيعية وليس ذلك تزمتا مرضيا إنما موقف وجداني واحترام للذاكرة الشعبية والأكثرية.. وأتابع قائلة: لو كان المخرج سامر برقاوي في لوكيشن عمل آخر لأمتعنا بلقطاته البارعة وحرصه على إخفاء الخيانة الزوجية تحت خيام الإخراج الجميل والطبيعة الفاتنة مع الأغنية الساحرة التي قدمت العمل... وحبذا لو عدنا فعلا إلى حارات النضج وخطفنا بأبصارنا وبصيرتنا قصصا نعيشها لها دلالات وهموم لها طروحات ومنظور.. حبذا لو بحثنا بين ثنايا الوطن عن أوجاع معينة وبين سجلاته عن قضايا بعينها وجعلناها دراما نافعة لا غراما فاضحا ولا إسفافا موجعا وأخيراً أقول:يا ليت مسلسل (لو) لم يكن بتلك الدفقات اللا منطقية والتشويهية كي لا تخسر المرأة ثقة الرجل ولا تسقط العفيفات من النساء على حواف الظلم ولو لم يعرض مسلسل لو في شهر رمضان في اضعف الإيمان من جهة وفي مواسم الفناء العربي من جهة، ولو لم يطرح أمام جيل من الشباب الذي يعاني لوعة الحرب وجفافها ومن الممكن أن يروح إلى (لو) ليجد له متنفسا ومخرجا تحت الضغط العام وتجميل اللحظات اللهوفة بين بطلة (لو) وعشيقها الرسام، ولو لم يستنكره المشاهدون بزخم غضوب ويجد فيه البعض تشويها للحب واستغلال الدراما لأفكار ليست من نتاجاتنا الغنية بمعانينا البهية وقصصها التي تشبهنا كثيراً... تعليق هامشي ثمين شباب صغار استنكروا فعليا مسلسل (لو).. ووجدوه نقلا غير مرغوب من الضفاف الأميركية إلى عوالمنا الغارقة في همومها وقضاياها الأليمة والمغلفة بالخاص من مفاهيمها وهو حالة خروج عن المألوف وتشريع بغيض للخيانة الفظيعة التي لا يبررها منطق ولا وجدان وترفضها الشرائع والأديان.. فالحب الهجين لا يجمل الرذيلة مهما كان والافتتان بواحدهم ولو كان وسيماً ليس مقبولا من أي من الطرفين اللذين ارتبطا بعقد الزواج وأنجبوا الأطفال وإلا ضاعت الأنساب وماتت الأخلاق وصح المقال أنه على قيمنا السلام..
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company