كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
في عصر أصبح يشتهر بعصر الفضاء الإعلامي أو عصر ثورة المعلومات كما يحلو للبعض تسميته.. ازداد الحديث عن دور يضاف إلى الأدوار التقليدية التي تؤديها الأسرة من تربية وتعليم وتدريب وتأهيل، ألا وهو دورها في حماية أبنائها من العنف في وسائل الإعلام.. هذا العنف الذي تختلف أهدافه وأسبابه وطريقة تقديمه المباشرة أو غير المباشرة. تفسيرات .. وتأويلات لقد برز الإعلام في السنوات القليلة الماضية قوة مؤثرة لايمكن الاستهانة بها، واليوم لا يقل خطر القوة الإعلامية وتأثيرها عن خطر وتأثير القوى التقليدية التي عرفتها المجتمعات الإنسانية مثل القوة السياسية والعسكرية والاقتصادية إن لم تتفوق عليها، بل يمكن القول من دون مبالغة -حسبما أشار الدكتور بطرس حلاق عند حديثه عن دور الأسرة في حماية الطفل من العنف في وسائل الإعلام- إن القوى التقليدية الأخرى لا تكتمل تأثيراتها ولا تحقق الكثير من أهدافها إلا إذا اقترنت بالقوة الإعلامية، وأضاف: حين بدأت وسائل الإعلام في الظهور كانت إضافة جديدة لتطور الإنسانية، بل بداية لأهم مراحل البشرية وهي تحويل العالم إلى قرية كونية صغيرة عبر الاتصال.. ومع كل رحلة تطور لوسائل الإعلام ينتقل المجتمع إلى طور جديد.. فلقد كان الهدف الأساس لوسائل الإعلام هو تغطية الأخبار وتقديمها إلى كل شخص ليعرف ما يدور حوله.. ثم تحول مع تطور وسائله إلى صناعة هي من أكثر الصناعات الربحية، ثم بعد ذلك ومع ظهور الإعلام الجديد الذي ترافق بالطفرة التكنولوجية لوسائل الإعلام تحول الإعلام إلى سلاح يتم به تطويع المجتمعات وتستخدم فيه جميع أساليب الشر والعنف.. ويبقى التساؤل هنا: لماذا كل هذا العنف في وسائل الإعلام؟ يقول الدكتور حلاق في معرض إجابته عن هذا التساؤل: إن هناك تفسيرات عديدة لذلك الموضوع منها أولاً: أن الواقع عنيف، والإعلام يعكس في نهاية الأمر الواقع العنيف الذي هو جزء منه.. ثانياً: إن منتجي البرامج محكومون باعتبارات اقتصادية والمحرك الأساس لهم هو مقياس «نسبة المشاهدة».. ثالثاً: العنف له قوة جذب كبيرة للمتلقي ولاسيما أن المتلقي يتعاطف عادة مع الطرف الأقوى.. أما التفسير الرابع فيقول: إن العنف يعكس في كثير من القصص الطريق الأبسط والأنجع لحل المشكلات.. مع الإشارة إلى أن هناك نظريات كنظرية التطهير/التنفيس، ونظرية التعليم والتقليد ونظرية التعزيز إضافة إلى نظرية التحفيز.. وهذه كلها نظريات تتحدث عن استخدام مشاهد العنف في وسائل الإعلام وتأثيراتها الإيجابية والسلبية في المشاهدين صغاراً كانوا أم كباراً. حقائق.. وحماية أما عن دور الأسرة وأهم الحقائق التي يجب أن تتعرف إليها لتتمكن من تأدية دورها بشكل كامل وفعال.. فقال د.حلاق: إن العنف لا يترك أثراً دائماً في الأطفال وأسرهم فحسب بل أيضاً في المجتمعات بشكل عام.. ولذلك، فإن أفضل طريقة للتعامل مع العنف ضد الأطفال هي وقفه قبل حدوثه، ولكل منا دور يؤديه في هذا الصدد.. أيضاً يجب علينا أن نعلم بأنه لا يمكن لأحد مهما كان أن يتصور إمكانية عزل الأطفال عما يجري في المجتمع، فنحن لا يمكننا الاحتفاظ بهم في زجاجة مغلقة، فهم شئنا أم أبينا جزء من المجتمع.. كما يجب أن نعلم بأن أربعة أعشار المفاهيم التربوية والأخلاقية والسلوكية والمعتقدات مصدرها الإعلام والبقية مصدرها المنزل والمدرسة والجيران والمجتمع.. ومن هنا يجب علينا -أفراداً وأسراً- أن نتعامل مع تأثيرات وسائل الإعلام في أبنائنا بشكل جدي.. ولا ننظر إلى هذه الوسائل نظرة سطحية كمن ينظر إلى قنبلة على أنها مجرد كرة حديد يمكن ركلها واللعب بها، ولا يعبأ بما في داخلها من المواد المتفجرة والقاتلة.. أيضاً يجب على الأسرة أن تدرك أن الشرور التي تدخل عن طريق وسائل الإعلام إلى عقول الأطفال وأنفسهم قد يظهر بعضها فوراً في أقوال الطفل وتصرفاته.. في حين أن البعض الآخر قد لا يظهر إلا مع مرور الزمن.. ولذلك يجب عليها ألا تنظر إلى هذه الوسائل ولاسيما التلفزيون منها على أنه مجرد وسيلة للترفيه، بل عليها أن تتعرف إلى مضامين البرامج والأفلام التي يقدمها وتختار منها ما يناسب أفكار وأعمار أبنائها.. فالأسرة هي الجماعة التي تؤثر في نمو الأفراد وأخلاقهم منذ المراحل الأولى من العمر وحتى يستقل الإنسان بشخصيته ويصبح مسؤولاً عن نفسه وعضواً فعالاً في المجتمع.. كما إنها هي الجماعة الإنسانية التنظيمية المكلفة بواجب استقرار وتطور المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company