كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
وجودهم يعني التحدي وقوة الإرادة.. وحب الحياة.. وهو أكبر دليل على تقدم المجتمع ورقيه، فرقي المجتمعات يقاس هذه الأيام بمدى الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة وقضاياهم، ولاسيما قضية دمجهم في المجتمع مع أقرانهم منذ المراحل العمرية الأولى وحتى وصولهم إلى سوق العمل.. كما يدل ذلك الوجود على مدى تفهم وقوة الأسرة التي ربت وتعبت وكسرت حاجز الخجل الاجتماعي، لتحول بصبرها ووعيها وإدراكها تلك الإعاقة مهما كانت نوعيتها وصعوباتها إلى طاقة منتجة لها دورها الفعال في بناء وخدمة المجتمع. تحد وأمل لم تكن إعاقة ابنتي لتقف حائلاً بينها وبين المجتمع، بعبارات التحدي تلك التي لم تخل من الحب والحنان بدأت نهى سمعان الحديث عن تجربتها مع ابنتها رغد بالقول: عندما علمت بأن رغد تعاني من التوحد، حزنت كثيراً ولكن حزني تحول من خلال ابتسامات رغد وقسمات وجهها البريء إلى دافع وحافز لدي للتعرف إلى تفاصيل هذه الإعاقة وكيفية التعامل معها.. وبدأت باستثمار كل الطاقات الإيجابية لدى رغد، فعملت على إدخالها المدرسة ودمجها مع أقرانها وكنت على تواصل دائم مع المشرفين هناك والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين الذين كانوا خير معين لي ولها. المرشدة الاجتماعية والنفسية سهام طباع قالت: إن العمل مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين ولكنه عمل ممتع لأن نتائجه استثنائية وانعكاساته متعددة على الفرد وعلى الأسرة والمجتمع اللذين تقع على عاتقهما مسؤوليات كبيرة، متعددة ومتشعبة، فنحن وعلى الرغم من وجود تشريعات وقوانين تكفل حقوق هؤلاء الأشخاص، فإننا حتى الآن لانزال نعاني من قلة المعاهد التي يجب أن تهتم بهم ومن آليات تنفيذ التشريعات التي لم يتم تفعيلها بالشكل المطلوب والمناسب الذي يعطيهم جميع حقوقهم ويبعدهم عن الإهمال والتهميش.. فهؤلاء الأشخاص طاقات مبدعة ولا يحتاجون منا إلا القليل من الوقت والكثير من الاهتمام. علاقة ثقة واحترام الدكتورة رجاء عواد – كلية التربية أشارت أثناء حديثها عن دور الأسرة والمجتمع في رعاية الطفل المعوق إلى التنظيم الذي ينضم إليه الفرد منذ بداية حياته، ويجد إشباعاته فيه، لذا فإن تأثيره في الفرد لا يعادله أي تنظيم آخر في حياته.. ولعل القول إن الطفل يؤثر في أسرته، لا يقل صحة عن القول أن الأسرة تؤثر في طفلها، ويتضح أثر الطفل في أسرته بصفة خاصة عندما يكون معوقاً، حيث يكافح الوالدان ليس من أجل فهم إعاقة طفلهما فحسب، بل من أجل فهم استجاباتهما لتلك الإعاقة. وتابعت: إن وجود طفل معوق في الأسرة قد يؤدي أحياناً إلى اضطراب أدوار الأسرة، واضطراب العلاقات الأسرية التي قد تتسم بالصراع وعدم التماسك، ما ينعكس سلباً على الأبناء وعلى نموهم وصحتهم النفسية، لذلك لابد ولتخطي هذه الأزمة من بناء شراكة حقيقية ما بين الأسرة والمجتمع بمؤسساته وأفراده ولاسيما الاختصاصيين الذين يجب أن تتصف العلاقة بينهم وبين الأهل بالتواصل والوضوح والالتزام والمرونة وبامتلاك المهارات.. وبالمساواة عند اتخاذ القرارات، وبالثقة والاحترام.. فهذه الصفات المتبادلة هي التي تؤدي إلى تفعيل الشراكة بين الأسرة والمجتمع في مجال التربية الخاصة ولابد من أن تنبئ بجودة حياة المعوق وضمان فعاليته ومشاركته في الحياة العامة.. أما بالنسبة إلى دور كل منهم في رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة فإنه يتمثل بدعم المشاركة التعاونية بين الأسرة والاختصاصيين وهذا يتطلب من الاختصاصيين الثقة بالأسرة وفي قدراتها وقدرتها على اتخاذ أي أمر يتعلق بطفلها.. ثانياً يتمثل بزيادة فاعلية توصيل الخدمة وفي توعية الأهل حتى يصبحوا قادرين على القيام بعدة أدوار منها أدوارهم كآباء وأمهات وكمدربين لأطفالهم إضافة إلى دورهم كمطالبين بحقوق أبنائهم.. أما الاختصاصيون فعليهم القيام في هذا المجال بأدوار متعددة منها أن يكون لهم دور كمقدمي خدمة (مرشد) للتحرك بالطريق الصحيح.. ولهم دور كخبراء يزودون والديّ الطفل المعوق بالمعلومات العلمية والدقيقة عن إعاقة طفلهم.. أضف إلى ذلك أن يلعبوا دورهم كوسطاء لتحقيق أهداف مفيدة لأسرة المعوق وكمدافعين عن حقوق الوالدين.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company