كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
هو قاسم حاطوم، الشاب أبن الضاحية الجنوبية لبيروت الذي واجه بجسده الانتحاري الارهابي في حافلة الزوار اللبنانيين بدمشق الاحد الماضي، منجياً الزوار من مجزرة كانت محققة. هو يوم الأحد حينما كان لبنانيون في دمشق يقومون بشعائر دينية مخصصة لزيارة آل بيت النبي محمد، لكن هؤلاء لم يكونوا يعملون أن إرهاباً ما كان يترصد حركتهم. إنتهى الزوار من زيارة مقام السيدة رقية في حي العمارة بدمشق. إستعد هؤلاء للتوجّه نحو الحافلات المركونة في موقف “البرامكة” تمهيداً للتوجّه نحو المحطة الثانية للرحلة نحو مقام السيدة زينب في الغوطة الغربية. كان عليهم سلوك طريق يمر عبر أوتوستراد الثورة. وصل الباص إلى حي “الكلاسة” على مدخل سوق الحميدية، وما ان باتت الحافلة عند تمثال صلاح الدين حتى إندفع إنتحاري لتفجير نفسه بمن حضر. هنا الرواية شديدة التعقيد، فهناك روايتان، الاولى تتحدث عن وجود الانتحاري بين الزوار إندس بينهم اثناء تنقلهم من مقام السيدة رقية قادماً من منطقة القابون عبر البساتين متنكراً بزيّهم، متمكناً من غشّهم والدخول إلى الحافلة، ورواية أخرى تتحدث عن إندفاعه من الباب الامامي للباص اثناء توقفه. بين هذه وتلك، كان قاسم حاطوم، الشاب الذي لامس اعوامه الثلاثين، الذي لم يكن يتوقّع ان يكون إستشهادياً في ذلك اليوم لينقذ من كان على تلك الحافلة. سلّم أبنه البالغ من العمر 3 سنوات لزوجته وأبعدها عنه. وفي ثوانٍ، قفز على الارهابي بجسده بعد ان شاهده يسحب شيئاً ما قرب الباب الامامي للحافلة محاولاً منعه من تفجير نفسه، لكن الاخير سحب الصاعق مفجراً الحزام، وحصل الانفجار الذي ذهب ضحيته 6 شهداء وأكثر من 20 جريحاً، بينهم “قاسم”. الشاب المندفع، كان جسده بمثابة الدرع الذي خفّف قليلاً من عصف التفجير وخطره، كما انه أفشل التفجير الثاني الذي كان مخططاً له من قبل الانتحاري الذي كان يحمل حقيبة مفخخة سعى إلى تفجيرها مستغلاً تفجير جسده وإنفجار الحقيبة تلقائياً، لكن جسد قاسم منع ذلك ايضاً، فوقعت الحقيبة ولم تتأثر بشرارة التفجير الاول حتى قدم المهندسون السوريون وقاموا بتفكيكها. قاسم حاطوم ابن بلدة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية تحول يوم 1 شباط بالنسبة له إلى يوم فداء، فدى بجسده الزوار، مكرّراً مشهدية الابطال في تفجيرات بيروت السابقة، من الشهيد حدرج في إنفجار الطيونة، إلى الدركي الشهيد مشيك في تفجير المستشارية الايرانية، إلى الدركي الاخر الشهيد في تفجير السفارة الايرانية، والدركي ايضاً وايضاً في تفجير حاجز ظهر البيدر وأخيراً أبو علي عيسى الرجل الخمسيني الذي حول جسده لدرعٍ يواجه أحد إنتحاريي جبل محسن منقذاً المنطقة من مجزرة كانت لتكون اكبر من تلك التي حصلت.. جميعهم دافعوا بأجسداهم عن اهلهم، وكأنه القضاء والقدر. إستقر جسد الشهيد قاسم حاطوم في جبانة الرادوف في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية ملفوفاً براية حزب الله الذي كان عنصراً فيه، فيما إستقرت صوره في الشارع الذي يقطن به، لكن صورته وهو يرمي بنفسه على جسد الارهابي السعودي ابو معاذ الانصاري تبقى ماثلة في أذهان من كان زائراً في حافلة الموت ذلك اليوم.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company