كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
لطالما اتجهت الأنظار نحو ظاهرة عمالة الأطفال، تلك القضية التي كانت موضع نقاش وسجال ومسألة إيجاد التشريعات والنصوص التي تضمن الحماية والأمان لهؤلاء الأطفال، كانت الشغل الشاغل للكثير من المختصين والمهتمين الذين كادت أحلامهم في الحد من هذه الظاهرة أو القضاء عليها تتحقق لولا الواقع الجديد الذي فرضته الأزمة السورية على مئات آلاف الأطفال فحولتهم من طلاب علم ومعرفة على مقاعد الدراسة إلى شركاء في المعركة ورواد لسوق العمل والى ضحايا عنف فرض عليهم ليكون بديلا عن أمن وأمان لطالما عاشوا بهما في كنف وطنهم الأم.. هذا الواقع الذي كثيرا ما يحظى بدعم وغطاء من دول تدعي الحرية والديمقراطية وتنادي بحقوق الإنسان، ويحدث أمام مرأى ومسمع المنظمات الإنسانية التي لم تحرك ساكنا، وكل ما تفعله تقارير إعلامية لم ولن تغير شيئا في واقع الطفولة.. هذه الطفولة التي دعا جميع من شارك في ورشة العمل التي أقامتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بالتعاون مع اليونيسيف بمناسبة اليوم العالمي لعمالة الأطفال، إلى ضرورة الإسراع في إعداد الخطط التي تضمن لهؤلاء الأطفال حقوقهم وتعيد لهم الالق والبراءة المفقودة. شركاؤنا أساس في الخطة الأطفال هم أغلى ما في الوجود... وما يتعرضون له اليوم في مخيمات اللجوء من استغلال هو الهم والهاجس الذي يجب أن يشغل بالنا.. ويدفعنا لعقد اللقاءات التشاورية مع الجهات المعنية والمختصة لوضع خطة عمل لمعالجة الأطفال الذين تعرضوا لأسوأ أشكال العمالة وعلى رأسها موضوع التجنيد.. بهذه الكلمات بدأت الأستاذة هديل الأسمر رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان حديثها وقالت لدى سؤالها عما إذا كانت هناك إحصائية لهؤلاء الأطفال: لا معلومات مؤكدة حتى الآن وجود احصاءات، ولكن هناك دراسات تمت في أماكن إقامة الأطفال في دول الجوار ومن الممكن أن نستند إليها وتكون دليلاً على سوء معاملة الأطفال في تلك الدول أثناء الأزمة السورية، هذه الأزمة التي هجرّت الكثير من الأطفال وشردتهم وحولتهم إلى أطفال يعملون في الشوارع وعلى إشارات المرور.. ولذلك وأمام هذا الواقع فانه من المفروض أن يتم العمل على إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال وإعادتهم إلى مدارسهم والاهتمام بصحتهم الجسدية والنفسية والاجتماعية.. وبالنسبة للخطة الوطنية التي قامت بها الهيئة السورية وما تم إنجازه من بنودها أشارت الأسمر إلى أنه تم إنجازها بالمجمل ما عدا وحدة حماية الأسرة.. والخط الساخن لتلقي الشكاوى ولكن حاليا فإن الهيئة تقوم بدراسة هاتين المسألتين وتعمل على تأمين أرقام الخط الساخن الذي سيكون للأسرة بأكملها وليس للأطفال فقط..وختمت الأسمر بالقول : كلنا أمل أن تتخذ الإجراءات السريعة لتنفيذ توصيات ومقترحات هذه الورشة وذلك لتأمين الحماية لكل الأطفال ولا سيما الذين يضطرون للعمل في الشوارع. أزمتنا في تطبيق النص القانوني قبل عام 2010 لم تكن في سورية أزمة عمالة أطفال حسبما أكدت رزان العمري- مديرة العمل في وزارة العمل، بل كان لدينا أطفال من عمر 15- 18 سنة يقومون ببعض الأعمال أو المهن التي حددها القانون 17 الذي جاء متوافقا مع الاتفاقيات الدولية والعربية وقد وضع الضوابط والمعايير التي تضمن سلامة الأطفال وعدم تعرضهم للأذى والخطر ولكن الحرب على سورية جعلت الطفل السوري عرضة لعمالة الأطفال فقد ذكر التقرير الذي نشرته منظمة اليونيسيف أن 90 % من العمالة غير المنظمة في الأردن هم من الأطفال السوريين الموجودين في مخيمات اللجوء.. كما أكد التقرير أن هؤلاء الأطفال يعملون في ظروف قاسية وسيئة جداً.. ولذلك وأمام واقع كهذا يجب علينا أن نرفع الصوت عالياً ونعمل معاً للحد من مشكلات هؤلاء الأطفال.. وقالت العمري لدى سؤالها عن آلية عمل الوزارة في هذا الموضوع: إن أزمتنا ليست أزمة نص قانوني، بل أزمتنا في كيفية تطبيق النص القانوني، فمجموعة منظومة التشريعات السورية هي من أعظم المنظومات وأدقها.. ولكن علينا كقطاع حكومي وأهلي أن نبذل جهودنا لوضع هذه القوانين الرائعة موضع التنفيذ.. وبالنسبة لنا كوزارة عمل نحن لدينا 14 مديرية عمل في كل المحافظات وفي كل مديرية يوجد مفتشو عمل، أدوا اليمين ولديهم بطاقات للتفتيش وقد منحوا صفة الضبط العدلي وبإمكانهم الدخول الى أي منشأة وضبط المخالفات وتحرير الضبوط واقتراح الغرامات المناسبة بحق أصحاب العمل في حال المخالفة.. صحيح أن هناك بعض الصعوبات التي كانت تواجه عمل هؤلاء المفتشين، ولكن هذا لن يقف أمامنا لأننا مصرون على وضع خطط وبرامج عالية الفعالية لمتابعة ومعالجة أوضاع هؤلاء الأطفال وذلك بمساعدة كل الشركاء من الوزارات والمؤسسات والمنظمات والجمعيات الأهلية التي لها دور أساس ومحوري في هذه القضية.. شريك أساس لم يعد بخاف على أحد الدور الذي قام ويقوم به المجتمع الأهلي بمؤسساته ومنظماته قبل وأثناء الأزمة في كل المجالات والقضايا ولاسيما قضية عمالة الأطفال.. ومن هذه المنظمات منظمة طلائع البعث التي أكدت ليندا سعيد أن المنظمة تقوم بعدد من الأعمال والنشاطات من خلال إقامة دورات تدريبية تعليمية الهدف منها تنمية المهارات والقدرات للأطفال إضافة الى تعليمهم وتأهيلهم.. كما تقوم بالعمل على تفعيل دور المرشدين الاجتماعيين والنفسيين لتوعية الأطفال بشأن مخاطر عمالة الأطفال وتعريفهم بأهم حقوقهم وواجباتهم.. إضافة الى ذلك تقوم المنظمة بتفعيل دور مجالس أولياء الأمور التي يتعرف من خلالها الأهل الى المخاطر السلبية لأزمة عمالة الأطفال.. ودعوتهم لإعادة أطفالهم المتسربين الى صفوفهم ومقاعدهم الدراسية.. رأي شاركتها به سوغانج حميشة من جمعية إنسان للدعم النفسي وقالت: إن جمعيتنا شأنها شأن كل الجمعيات الأهلية، تقدم خدماتها المتعددة والمتنوعة ولكن جل اهتمامنا هو العمل على تقديم الدعم النفسي للأطفال أينما وجدوا سواء في مراكز الإيواء أو في الشوارع أو في أي مكان.. ومشاركتنا في هذه الورشة هي لتقديم مقترحاتنا وأفكارنا من جهة وللمساهمة في إعداد الخطة التي من شأنها حماية هؤلاء الأطفال وإعادتهم الى حياتهم الطبيعية..
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company