كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
خرجت داعش إلى العلن في 15 تشرين الأول 2006 بعد مرور وقت قصير على مقتل زعيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي نجحت القوات الأميركية في اصطياده – بمساعدة العشائر- في أيار 2006 عندما حاول أن يستخدم الظهور الإعلامي وسيلة لجذب الشارع وشحذ الهمم، إلا أن ذلك كان أمراً باهظ التكاليف، الأمر الذي ستتجنبه داعش لاحقاً في مسارها الطويل. شكلت داعش جسماً غريباً في العراق، ظهر ذلك في اندفاع الشارع العراقي بأغلبيته للتصدي لها، جاء ذلك الاندفاع ذاتياً (غير مبرمج) عبر ظاهرة عُرفت بـ«الصحوات» التي أبلت بلاءً حسناً في التعاطي مع الصعود الصاروخي لداعش، وقد استطاعت هزيمتها وإجبارها على التراجع ومن ثم العودة إلى القمقم قبل أن تعمد السلطات العراقية إلى إصدار قرار –كان أقل ما يقال فيه إنه لم يكن في أوانه- بوقف تلك الظاهرة بعد رفع الغطاء الشرعي الحكومي عنها في عام 2010. كان من الصعب أن يحقق الجيش العراقي ما حققه من انتصارات في مواجهة داعش بين العامين 2006 – 2010 لولا مؤازرة العشائر العراقية التي كانت تمثل الخزان البشري الذي تنهل منه جميع التنظيمات على الأرض العراقية، كان وقوف تلك العشائر في خندق واحد مع الجيش العراقي بمنزلة تجفيف للشرايين التي تؤمن نسغ الحياة اللازم للاستمرار. على الرغم من أن تنظيم داعش كان يمثل الابن الشرعي للقاعدة فكراً ومنهجاً وسلوكاً إلا أن قيادة هذه الأخيرة (الظواهري) قد منحت مظلتها لجبهة النصرة السورية بدلاً من أن تمنحها لابنها الشرعي وقد أدت تلك الحالة إلى قيام علاقة تناحرية بين داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى وعلى رأسها جبهة النصرة. سيطرت داعش على مدينة الرقة السورية صيف عام 2012 ومن ثم فعلت الشيء نفسه في دير الزور قبل أن تضطر للانسحاب من هذه الأخيرة في آذار الماضي لتعود مرة ثانية إلى محاصرة التنظيمات العاملة في محيطها الأمر الذي لم يزل قائماً حتى اللحظة، بدأت معركة «إثبات الشرعية» بين داعش وأخواتها تأخذ طابع الحسم منذ مطلع العام الحالي وهو أمر يفهم منه بوجود قرار خارجي بالتصعيد الداخلي في محاولة لموازنة النجاحات التي حققتها الحكومة السورية على أكثر من صعيد، ولسنا هنا بحاجة إلى الكثير من الأدلة والشواهد لكي نشير بأصابع الاتهام إلى الدول الإقليمية الداعمة لداعش بل تكفي الإشارة أو التساؤل حول قدرة ذلك التنظيم الذي لم يمضِ أكثر من ثماني سنوات على نشوئه ومع ذلك فقد استطاع أن يقتحم ويسيطر على جغرافيا مترامية الأطراف تبدأ من سورية وتصل مؤقتاً إلى العراق بعد أن نشر التنظيم خريطة دولته المزعومة 12/6/2014 التي تضم لبنان والكويت والأردن إضافة إلى الجغرافيا السابقة الذكر. لا بد من الاعتراف بأن هناك خللاً داخلياً (إضافة إلى العامل الخارجي) أدى إلى ما وصلت إليه الأمور في العراق فقد سيطرت داعش على الموصل ونينوى 10/6/2014 ومن ثم تكريت 11/6/2014 وعينها – كما تقول التصريحات- على بغداد، جاءت عملية التسليم التي عمدت إليها قوات من الجيش والأمن العراقيين لتشير إلى حالة تصدّع في المجتمع العراقي إذ لم يكن طبيعياً أن نرى ذلك الهروب الشامل الذي أمن لداعش السيطرة على الموصل ونينوى دونما حرب لكأن المجتمع العراقي قد ملّ الحروب التي لم تنقطع على أراضيه منذ عام 1980 إلى اليوم، هذه الحالة أدت إلى إحداث شروخ إضافة إلى تلك الموجودة أصلاً فأفقدته (المجتمع العراقي) عوامل المناعة والصمود على نحو ما شهدناه في التطورات الأخيرة في العراق. لم يكن صحيحاً أن يقرأ بيان وزارة الداخلية السعودية 17/3/2014 القاضي بوضع داعش (وتنظيمات أخرى) على لائحة التنظيمات الإرهابية في السعودية على أنه محاولة منها لمحاصرة تلك التنظيمات تمهيداً للقضاء عليها فقد كان ذلك البيان إعلامياً أكثر منه أي شيء آخر هذا إضافة إلى أنه يشير إلى خلاف سياسي (في الخط السياسي) وليس إلى خلاف منهجي (فكري) بدليل أن داعش كانت قد ردت على ذلك البيان بعد أيام قليلة من صدوره (22/3/2014) بإعلانها بأنها سوف تعمد قريباً إلى تغيير اسمها لكي يستطيع الاسم الجديد ضم الجغرافيا السعودية إلى نطاق عمله ونفوذه كان ذلك التهديد أشبه بخلاف أهل البيت الواحد على مسائل لا يبدو أنها متفوقة عليها في ظل المتغيرات المتسارعة بشكل كبير. ليس سراً أن السعودية قامت بدعم لا محدود لداعش في مواجهة السلطات العراقية التي لا ترضى عنها الرياض بل وتسعى إلى تغييرها حتى ولو على جبل من الجماجم وأنهار من الدماء دونما حساب لتداعيات أمر كهذا حتى على التركيبة السعودية الهشة أصلاً لكأنما أخذت (الرياض) بالمبدأ القائل «ليكن ذلك (إسقاط النظام) ومن ثم فليأتِ الطوفان» وإلا كيف لنا أن نفهم إغفالها للتجربة الأميركية مع تلك التنظيمات والتي كانت أحداث أيلول 2001 نتيجة طبيعية- ومنطقية- لها. كانت اللوثة التي أصابت أردوغان منذ آذار 2011 هي التي جعلت من هذا الأخير يندفع نحو غواية وضع اليد التركية على المقدرات السورية بالكامل وهو لم يخف غيرته من التجربة السعودية في مصر، هذه اللوثة هي التي جعلت من الأراضي التركية مركز دعم لوجستياً لداعش وإن كان (أردوغان) قد بدأ يتلمس مؤخراً خطر ذلك المسار على ما تشير إليه التصريحات التي أعقبت الزيارة الناجحة للرئيس الإيراني لأنقرة مؤخراً 9/6/2014 والتي جاء فيها قول للرئيس روحاني: «إن هناك توافقاً كبيراً فيما يخص الأزمة السورية بين طهران وأنقرة» كانت تلك الزيارة قد أقلقت الرياض التي باتت تخشى من صفقة إيرانية- تركية تؤدي إلى حصارها وتهميشها وخصوصاً أنها تدرك (كما نظن) أن التطورات الأخيرة في العراق سوف تؤدي إلى حالة تلاق بين المصالح الأميركية والسورية مع الإيرانية والعراقية الأمر الذي ظهرت بوادره مباشرة، فقد قال الرئيس روحاني 12/6/2014: إن طهران سوف تتدخل ضد الإرهاب في اللحظة التي تراها مناسبة». وفي اليوم التالي عمدت واشنطن إلى نشر حاملة الطائرات «جورج بوش» في بحر العرب تحسباً لقرار أميركي يذهب نحو توجيه ضربات جراحية تعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 10/6/2014 في 13 حزيران 1982 قام (إسرائيل شاحاك) داعية السلام الإسرائيلي – غير الصهيوني بترجمة –ونشر- وثيقة عرفت بـ«كيفونيم» والتي احتوت خططاً صهيونية لتجزئة الوطن العربي بأكمله إلى دويلات، المهم أن تلك الخطط كانت تنطلق من العراق لتقسيمه إلى دويلات ثلاث كمقدمة لانقسامات أخرى تتحدث عنها الوثيقة. ما جئنا على ذكره لا يمثل أمراً مفاجئاً لأحد منا على ما نعتقد إلا أن السؤال المهم: هل قررت السعودية (وفي ركابها دول الخليج) أن تكون هي الأدوات التي ستستخدمها الصهيونية للوصول إلى أهدافها؟ سؤال برسم آل سعود وآل ثاني على حين أن أردوغان يقبع في خندق واحد مع واضعي الوثيقة التي يفترض أن تنتج دويلات يسهل ابتلاعها بعد تقسيمها إلى حصص.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company