كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
من الذاكرة: الدم الاول.. في الاشهر الاولى من الاحداث.. بعد تمرد حي باب سباع في حمص واغلاقه من قبل المرتزقة وارتكاب اشنع الجرائم فيه من خطف وتنكيل واغتصاب.. اتخذ القرار اخيرا باقتحام الحي والسيطرة عليه.. كان لحي باب سباع سمعة سيئة في الغدر بالعناصر من قبل النساء والرجال على حد سواء اضافة الى تواجد مقاتلين من جنسيات اجنبية منذ الايام الاولى..وطبيعة الحي القديم المبني من الحجر الاسود وتداخل احيائه الضيقة كالمتاهة جعل من المهمه مهمه صعبة.. تم تحضير خطة العمل والتنفيذ ووزعت المهام.. وفي فجر احد الايام بدات العملية..تقدمنا كمشاة باسلحة خفيفة ذلك لطبيعة الحي الصعبة ورغبة القيادة باقل نسبة تدمير ممكنة.. بدئنا التسلل عبر اسطح المنازل وضمنها وفي الاحياء الضيقة كان عددنا كوحدة عمليات خاصة قليل جدا ودورنا فتح ثغرة في صفوف المسلحين لاختراق الحي.. اي راس الحربة.. وكان المواطنون من حي النزهة يقومون بحماية ظهرنا.. نسبة قليلة وهي من لاحظت بدا العملية.. بداية. تم الاشتباك مع بعض خلايا المرتزقة ولكننا استطعنا التقدم.. وعلى زاوية احد الشوارع الضيقة(شارع المؤسسة) قامت نساء الحي بالتكبير ورمينا بعبوات الموليتوف والقنابل اليدوية مما اضطرنا الى الاحتماء في مداخل الابنية من الخارج حيث ان الابواب موصدة بالكامل.. كان هناك اطلاق نار مباشر وقريب من مسافة لاتتعدى المائة متر..سقط احد زملائي مصابا برصاصتين في عنقه وفخذه.. تلاه الاخر.. استشهد صديقي ورفيق سلاحي محمد سليمان.. حاولت التوصل لفكرة للوصول لمصدر النار والتعامل معه..وكان التقدم من الشارع مستحيل بسبب كثافة هذه النيران من بندقية قريبة..قمنا بكسر احد ابواب البنايات والاحتماء في داخل المدخل وسحب الجريحين والشهيد ومن ثم متابعة اقتحام البناء ووصلت الى الى شرفة المنزل حيث يتأمن لي رؤية واضحة ومرمى ناري مباشر للهدف.. لأفاجئ بطفل لايتجاوز السادسة عشر من العمر وقد تمترس على زاوية الحي ويمطر عناصرنا بالرصاص.. كان اللقاء الاول المباشر القريب بيني وبين مسلح لايبعد عني سوى امتار قليلة..جدا.. كان هذا الطفل يشبه لحد كبير اخي الصغير..مما جعل اصابعي ترتعش وفشلت في الضغط على الزناد.. عدة مرات.. وانا امعن النظر في وجهه وقطرات العرق تحرق عيني..تابع اطلاق النار واصاب عنصر لنا مجددا.. اعتصر قلبي واتخذت القرار بانني سارديه حتى لو كان شقيقي.. ترددت في قتله فقمت بالتصويب على قدمه ورميته برصاصة واحدة اصابته وسقط ارضا يبكي ويصرخ.. كطفل..فعلا.. قمت بالقفز الى مكانه وسحبت سلاحه وطلبت من العناصر اسعافه مع عناصرنا المصابة.. كان الموقف الاول لي ان انظر في عيني قاتل لنا.. بشكل مباشر وقريب..عجزت عن التركيز والمتابعة وسط كثافة النيران والقذائف ضدنا ووسط ارتعاش يدي وقلبي..قمنا بالتثبيت في موقعنا وتحصين المكان وتوزيع المهام ومن ثم انسحبت الى الخلف وانطلقت الى المشفى حيث يتواجد عناصرنا.. والارهابي الطفل.. نظرت في عينيه الذابلتين من الالم.. والخوف.. وسالته لماذا؟؟ اخبرني بسبب واحد فقط جعلك تقتل ابناء بلدك.. فاجابني: والله ياعمو قالولي بدكن تحرقو بيوتنا وتخطفو نسوانا.. وابي قلي اني لازم جاهد.. سالته اين والدك: قال لي في الحي مع الشباب.. قلت له: انت تعلم بانني كنت قادرا على قتلك فورا؟ ولكني تقصدت ان تكون رصاصتي في غير مقتلك؟ هل لاحظت بان الجيش اسعفك واعتنى بك.؟ فانهار باكيا وقال لي؟ بدكن تقتلوني هلق؟؟ تمنيت لو اجبته بااننا سنعفي عنك..فقد كان يشبه شقيقي الصغير لدرجة مرعبة.. ولكنني تجاهلته وخرجت من الغرفة تاركا اياه وسط رعب مخاوفه.. في اليوم الثاني سيطرنا على نقاط استراتيجية في الحي ونصبنا حواجزنا ومتاريسنا.. ذاك الحي الذي رفع يوما علم الكيان الصهيوني..فاستبسل ابناء حي مجاور لانزاله واستشهد البطل رامز عكاري في هذه الواقعة. بعد اشهر قتل والد الصبي في احد الاشتباكات.. وعلمت بان الصبي قد اخلي سبيله فور تلقيه العلاج بتسوية وضع كونه طفل ومغرر به.. وسافر الى أقاربه مع والدته.. وبقي يخيل لي بانه طفل.. ولاتفارقني نظراته..مرت أشهر عدة.. وتحركنا لتنفيذ مهمة تحرير مخطوفين في حي كرم الزيتون الواقع تحت سيطرة المسلحين.. وتم خلال هذه المهمة الاشتباك المباشر مع العدو وجها لوجه واحيانا في نفس الغرفة وبكافة الوسائل..احد المرتزقة الجرحى بنيراننا..قمت باستجوابه بشكل ميداني سريع حول نقاط تمركزهم وافادني بتواجد الحاج مهيب على رشاش الدوشكا في درج البناء الموازي لنا والذي امطرنا بنيرانه واخبرني بوجود نفق او طلاقية من البناء الذي خلفنا الى بناء الرشاش.. قمنا بالتقدم باتجاهه وباغتناه بدخول البناء وهو يطلق نيران رشاشه ويضع عصبة على راسه عليها الله واكبر..كتائب الفاروق.. التفت للخلف محاولا الدفاع عن نفسه والتقت نظراتنا وجها لوجه لاجزاء من الثانية كنت انا مكشوفا وهو مكشوف لنيران بعض واطلقت رشقة رصاص دون تردد..اردته قتيلا.. كان هذا القائد هو الطفل الذي تركته حيا واسعفته وتم اخلاء سبيله سابقا.. منذ تلك اللحظة.. فقدت الرعشة والتردد.. وعلمت بان رصاصنا رصاص حق..
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company