كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
ما من شك في أن من تابع وقرأ ما نتج عما سمي مؤتمر «للمعارضة» في القاهرة، تبين له بشكل فاضح كيف استثمر المؤتمرون الإرهاب وجعلوا منه مطية لمشروعهم السطوي على سورية تحت مسمى الحل السياسي، مطالبين بتبنٍ إقليمي ودولي لمشروعهم الذي هو أصلاً مشروع أجنبي لا علاقة للسوريين به. في القراءة كان لافتاً ذاك التوافق والانسجام بين من كانوا أعداء الأمس وباتوا حلفاء اليوم، فمن انتقد وشتم بل فضح ممارسات وفساد وخضوع وخنوع الائتلاف لسيده الأميركي ومن خلفه التركي والقطري، بات يقف اليوم جنبا إلى جنب مع عدوه! هيثم المناع ظهر بصورة الحليف المتفق مع الائتلاف وسياساته وفساده، بل كان بمنزلة المنقذ له بعد أن انفضح دوره الإخواني وتآمره على كل السوريين، وبعد أن ثبت كذلك قيامه مع المخابرات التركية وأخرى إقليمية ودولية بتسهيل وتشجيع وتسليح جبهة النصرة وداعش وأخواتهما من التنظيمات الإرهابية التي قتلت آلاف السوريين ولا تزال تهدد يوميا المدنيين الآمنين، وأراد المؤتمرون في القاهرة تكريم هؤلاء ودمجهم بالجيش العربي السوري من خلال ما سموه «إعادة هيكلة الجيش والمؤسسات الأمنية ودمج القوى المعارضة العسكرية المشاركة في الحل السياسي». نسي المؤتمرون تعريف تلك المجموعات وتسميتها، حيث يصبح على سبيل المثال زهران علوش الذي هدد مسلمي دمشق بصواريخ الكاتيوشا والغراد، من «حمائم» الحل السياسي، وقد يحجز له المؤتمرون في القاهرة مقعداً أو رتبة في الجيش العربي السوري على أساس وطنيته ومواطنته التي ظهرت كذلك في العناق الحميم بين الجربا وإرهابيي «أحرار الشام» في إدلب، أو العناق الأكثر حفاوة الذي تم بين ميشيل كيلو ومقاتلي داعش في الرقة، مع التذكير أن من شارك المناع في مؤتمره الصحفي، فايز سارة، كان ومازال الناطق الرسمي لرئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا ويده اليمنى، وكان حليف كيلو ومستشاره، من دون أن ننسى طبعاً انتقاد الائتلاف لواشنطن بعد وضعها جبهة النصرة على لوائح الإرهاب، تلك الجبهة التي قاتلت وتقاتل إلى جانب «قوى المعارضة» التي يُراد دمجها في الجيش السوري! هذا غيض من فيض، ومن دون الدخول في التفاصيل التي يعرفها كل السوريين نسأل: هل من المقبول أن نسمع من هؤلاء المؤتمرين رغبتهم في مكافحة الإرهاب وتطبيق القرارين ٢١٧٠ و٢١٧٨؟! إنها ليست سخرية القدر، كما قد يخال البعض، بل استثمار فاضح للإرهاب الذي أسهموا في تأسيسه وتمويله من أجل السطو على السلطة فأخفقوا، وكم كنّا نتمنى الاستماع إلى اعتذار واحد عما سبق أن قاموا به لنقتنع فعلاً أنهم وطنيون يخشون على سورية ومستقبلها وعلى السوريين. أما في خصوص الحل السياسي المنشود الذي وصفوه بأنه حتمي ولا بديل منه، فعن أي حل سياسي تتحدثون؟ كُنتُم أول من انتقد بيان جنيف١ ثم عدلتم ووافقتم عليه بعد توجيهات السفير الأميركي السابق روبرت فورد، آخرون من بينكم وافقوا عليه «بتحفظ» لكونه لا يخدم تطلعاتهم السلطوية وأساسه الحوار بين كل أطياف الشعب السوري. اعترضتم على جنيف٢ وعلى احتكار الائتلاف لتمثيل «المعارضة»، ثم رفضتم إدانة الإرهاب لا بل رفضتم حتى وحدة سورية وأراضيها والسماح للسوريين في تقرير مصيرهم! واليوم تعودون للمطالبة بجنيف١ وبتبنٍ إقليمي ودولي لرؤيتكم بعد أن كان عدد كبير من المشاركين في مؤتمركم في القاهرة، ذرف الدموع حين لم تقصف واشنطن وباريس دمشق ما دفعهم إلى حد وصف الرئيس الأميركي باراك أوباما بالـ«غبي»!! وها أنتم في الأمس تطالبون بالغطاء الدولي!! لن نقول: إن من بينكم المصاب بانفصام شخصية، أو الحائر بكيفية الوصول إلى السلطة، بل نقول: إن تصرفاتكم الأخيرة وبياناتكم التجميلية لا تقل خطورة عن الإرهاب الذي يضرب سورية، فالانتهازية في السياسة هي إرهاب، ورفضكم الحوار طوال السنوات الأربع الماضية هو إرهاب، ودعمكم المعلن وغير المعلن لداعش والنصرة وإخوانها هو إرهاب، وأوهامكم الواسعة هي إرهاب، لأن من يبحث عن حل سياسي وعن مستقبل آمن لسورية وللسوريين لا يحتمي بالغرب ولا يطلب رعايته لأنه كان الأساس في المأساة التي أصابت سورية، ولو لم تمنع مصر دخول الإخوان المسلمين إلى أراضيها لكانوا الآن بين المؤتمرين يدينون الإرهاب الذي أسسوه ومولوه قبل أن ينفضح أمرهم في مصر كما في ليبيا وتونس. نقول: الحل السياسي بيد السوريين وهم من يقررون مصيرهم ومستقبلهم وكل من يفهم هذه العبارة هو شريك في الحل، أما من لا يريد فهمها ولا يزال يحتمي بقوى أجنبية على أمل إيصاله إلى الكرسي في سورية فلا مكان له في سورية المستقبل التي ستبنى على مبادئ الحرية والاستقلال وليس العبودية والإذلال والاستقواء بالخارج. كنا نتمنى من بعض المؤتمرين في القاهرة والذين أسهموا في تأسيس الإرهاب، مخاطبة أسيادهم في اسطنبول والاتفاق مع أردوغان وجماعته بوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية ووقف كل أشكال الدعم المادي والعسكري واللوجستي، قبل أن يوقعوا بياناً مضحكاً يطالب بتجفيف منابع الإرهاب!
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company