كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
لا شيء عملياً حتى الآن، يؤكد صحة ما قاله الملك السعودي من أن مملكته ستسعى إلى تنقية الأجواء العربية والإسلامية، بالرغم من أن هذا الهدف، هو اليوم، ضرورة حيوية للسعودية نفسها، وليس فقط للعرب، كل العرب. ذلك أن الدور التخريبي الذي قامت وتقوم به المملكة في سورية والعراق واليمن، وغيرها من الدول العربية، قد وصل إلى طريق مسدود، ولم يعد الاستمرار فيه سوى ضربٍ من الحقد الشخصي والمكابرة العمياء التي لا تعود على صاحبها إلّا بالوبال، والعدوانية السعودية الفالتة من عقالها، على هذا النحو الهستيري غير المسبوق الذي دخل عامه الخامس، هي دليل قاطع على أن المملكة لا تفتقر إلى الديمقراطية، وحقوق الإنسان فقط، بل تفتقر إلى السياسة أيضاً. ولو أن فيها عقلاً سياسياً، لتوقفت عن السير في طريق، ثبت أنه لا يؤدي إلّا إلى التهلكة، ولراجعت مواقفها التي أوصلت الأمة العربية إلى حالٍ هو الأكثر مأساوية ودموية في تاريخها، وإلّا فبماذا نفسّر الإصرار السعودي، حتى الآن، على الاستمرار في الرهانات الخاطئة التي تهدد المملكة نفسها؟!، وأي عقل سياسي يمكنه القبول بالرهان على الإرهاب الصهيوني والتكفيري لمواجهة الخطر الإيراني المزعوم، بالرغم من أن اليد الإيرانية كانت ومازالت ممدودة للتعاون وحل الخلافات، أياً كانت، بالحوار البنّاء، وفي إطار علاقات الجيرة والصداقة. لم يقل الملك السعودي كيف ستسعى مملكته لتنقية الأجواء العربية والإسلامية، وهي التي تقوم حتى الآن بتسميم هذه الأجواء. هل كان يعني بذلك تغيير التكتيكات والخطط في إطار الاستراتيجية العدوانية الكارثية إياها، والاستمرار في استهداف سورية والعراق واليمن، أم كان يعني تغيير تلك الاستراتيجية، والكف عن إذكاء نار الأزمات المشتعلة في تلك الدول؟. ليس واضحاً إلى أين تتجه السعودية. لكن الواضح أنها تعاني قلقاً شديداً بسبب الفشل الذريع في اليمن التي تدرك أنها لم تعد تستطيع السيطرة عليه مهما فعلت، وفي سورية التي أصبح الاستمرار في استهدافها نوعاً من نطح الصخر، وفي العراق الذي فاجأها بقدرة جيشه وشعبه على هزيمة «داعش» وإسقاط مشروعها الطائفي التقسيمي فيه. فماذا ستفعل المملكة المأزومة في مواجهة الكابوس اليمني، والعقدة السورية، والصدمة العراقية؟. الخيار العقلاني الذي ينقذ وجه السعودية ويحميها من نفسها مازال ممكناً، بالرغم من تأخره. لكنه يتطلب عودة العقل السياسي إليها، بعد أن غيّبه، طويلاً، ضياع البوصلة، والغرور النفطي.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company