كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
في سورية ثالوث لا يمكن هزيمته: جيش بطل وشعب صامد وقيادة وطنية.. لذلك النصر دائماً حليف سورية طال الوقت أم قَصُر. هذه الحقيقة التي يجددها قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق – الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم – هي رسالة للداخل والخارج معاً.. للداخل لأن استمرار هذا الثالوث على التلاحم نفسه والتكاتف المطلوب لاجتياز المحنة هو من يحصّن سورية الوطن، أرضاً وسيادة وقراراً مستقلاً، وهو من يفرض على الجميع قراراتها الوطنية السيادية ومنها الاستحقاق الرئاسي الذي سينجز في موعده المقرر في 3 حزيران المقبل. .. ورسالة للخارج بأن هذا الاستحقاق الرئاسي هو قرار شعب سيثبت للعالم في ذلك اليوم الموعود قدرته على النهوض مجدداً والبناء بأفضل مما كان. هذه الرسالة اختارها البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني لتكون بداية لقاء «تشرين» مع قداسته والذي تركّز على محورين: الاستحقاق الرئاسي ودور الكنيسة الأرثوذكسية الديني والمجتمعي، وحتى السياسي، لناحية التأثير الإيجابي في مسار صمود السوريين والعمل في خدمة الوطن واستقراره. - كيف تقرؤون إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد رغم الظروف التي مرت وتمر بها سورية؟ -- إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد هو رد على محاولات سلب القرار السوري وإركاع السوريين من قبل جهات باتت معروفة وكشفت عن نياتها بفرض خريطة جديدة لتغيير الوضع الجيوسياسي في المنطقة، فجاء تصميم القيادة السورية على إتمام هذا الاستحقاق في موعده ليؤكد إصرار السوريين على التحكم بمصيرهم لما فيه خير بلدهم. - كيف تنظرون إلى التعددية في الترشح للاستحقاق الرئاسي السوري؟ -- إننا نرى التعددية في الترشح خطوة مهمة في طريق ترسيخ قواعد الديمقراطية. إنها بداية مسيرة جديدة نأمل أن يستغلها المواطن السوري للقيام بواجبه فيتقدم للترشح من يظن أنه مؤهل لذلك، وكذلك يبادر كل سوري يحب وطنه للإدلاء بصوته واختيار من يراه مناسباً للمرحلة الحالية التي تشهد انتهاء الأزمة وتتطلب جهوداً جبارة لإعادة بناء سورية البشر والحجر. - كيف واجهت كنيستكم خلال الأزمة محاولات نقل مقرها وبقيت سورية المقر للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع والمقر لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق؟ -- بدأت الضغوطات الخارجية على كنيستنا لنقل مقر الكرسي البطريركي إلى خارج سورية قبل بداية الأزمة ولكنها ازدادت أثناء هذه الأزمة إذ تبنّى بعض أبناء الكنيسة من بلاد الانتشار هذه الفكرة بسبب صعوبة القيام بالخدمة بالوجه الأكمل، ولكن آباء المجمع الأنطاكي المقدس برئاسة المثلث الرحمات البطريرك الراحل مار أغناطيوس زكا الأول عيواص أدركوا خطورة هذا التوجه الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى هجرة سريانية كبيرة من سورية أرض الآباء والأجداد، وما تحمله هذه الهجرة من مخاطر كارثية على الوجود السرياني والمسيحي بشكل عام في سورية وفي الشرق الأوسط، فرفضوا بقرار مجمعي اتخذ بالإجماع عام 2012 نقل الكرسي الرسولي الذي تأسس في أنطاكية عاصمة سورية الرومانية عام 37 ميلادية مؤكّدين على إبقاء مقر رئاسة الكنيسة السريانية في كل العالم في مدينة دمشق عاصمة سورية. - ما رؤيتكم بشأن تطوير العمل المشترك الإسلامي - المسيحي الذي يشهد الجميع بدور الكنيسة فيه من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج السوري المتماسك؟ -- إن العمل المشترك الإسلامي - المسيحي نابع من حقيقة العيش المشترك فلا يمكننا أن نعيش معاً دون أن نعمل معاً والهدف الأول والأخير من هذا العمل المشترك هو خدمة الإنسان بغض النظر عن انتماءات هذا الإنسان الدينية والعرقية والسياسية، ونحن ننظر إلى هذا العمل المشترك كجزء مهم من رسالة الكنيسة التي هي خدمة العالم. فالسيد المسيح علمنا أن نحب الآخر الذي هو كل إنسان بمعناه المطلق محبتنا لأنفسنا. ولا بد لهذا العمل أن يتطور في ظل ما تشهده البلاد من تحريف للتعاليم الدينية وانتشار للأفكار المتطرفة والتكفيرية. - كيف تقرؤون مستقبل سورية بشكل عام والوجود المسيحي فيها خاصة أن من المسيحيين من يرى أن أحد أهداف الأزمة كان تهجير مسيحييها وسلخهم عن جذورهم المشرقية؟ -- إن معاناة مسيحيي سورية هي معاناة المواطنين جميعاً. فالمستهدف ليس المسيحي أو المسلم بل هو المواطن السوري ومفهوم العيش المشترك المبني على مفهوم المواطنة الذي يضمن حقوق الجميع كما يفرض الواجبات على الجميع. ونحن نرى في الحضور المسيحي الفعال في سورية وفي الشرق ضرورة ملحة للوطن يستفيد من هذا الوجود المسلم كما المسيحي، فالمسيحيون ليسوا وافدين على هذا الشرق، بل هم من بنى المجتمعات وأسس الحضارات، ومن ثم تعاونوا مع إخوتهم المسلمين، الذين هم أيضاً من السكان الأصليين لهذه البلاد، في تطوير هذه الحضارات العريقة خدمة للإنسان والإنسانية. - ما الدور الذي أدّته أبرشيات الكنيسة داخل وخارج سورية أثناء الأزمة وما موقف الدول العربية والأجنبية منها؟ -- إن مهمة وواجب رجل الدين أن يقول الحقيقة في كل شيء، وقد قامت أبرشياتنا في الشرق وفي بلاد الانتشار بالتعريف بما يجري على أرض سورية ومن خلال علاقات كنيستنا مع الكنائس المسيحية الأخرى أدّى أبناؤنا السريان دوراً محورياً في نقل صورة حقيقية عن مجريات الأزمة وكانت هذه الصورة مغايرة بشكل كبير لما يسمعه الأجنبي من وسائل إعلامه، كما استغلت أبرشياتنا علاقاتها مع المسؤولين في أماكن وجودها لتسليط الضوء على حاجة الإنسان السوري إلى الأمن والاستقرار والبحث عن الحلول السلمية التي تضمن للإنسان كرامة العيش.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company