كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
ايفين دوبا
لم يثبت بعد بأي التماس، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غيّر دماءه "الإخوانجية"، أو حتى، العثمانية التي لا زالت تسيطر على عقله السياسي هو وفريقه الحاكم في التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط لاسيما الملف السوري، حتى يمكن القول أن الرجل سيخلع "طربوشه" المغرق باللون الأحمر القاني، ويتجه لتعلم الغزل مع الجيران من جديد.
لكن، وبحسب تجارب السياسة في الشرق الأوسط، فإنه لا دخان بلا نار، بالأخذ بعين الاعتبار أن أحلام أردوغان في الاتحاد الأوروبي بدأت تتصدع من هناك، فهو قطعا لا يريد أن يقبل في اتحاد بدأ يفرط عقده، فيجد نفسه وحيدا على أطلال اليورو الذي يعاني مخاطر الانحلال وإن لم يكن بين يوم وليلة، وهو ما ينظر إليه على أنه الصفعة التي جعلت الحاكم التركي يستدير إلى الجهة القديمة، لترميم ما "انفلق" وتفجر من علاقات مع سائر الجيران.
والبادي حتى الآن، أن رئيس تركيا الذي يخسر بيادقه في حلب، وقبلها خسر "وزراء" عثمانيته في عدد من الأقطار، اضطر بمضض، إلى إفراغ حمولته من العثمانية والإخوانجية بتسريح وزير خارجيته ورفيق درب المشاكل أحمد داود أوغلو، في محاولة لحصد تقبل من لاعبين رئيسيين في الأزمة الإقليمية، وظهور الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل أيام بمظهر النائي بنفسه بعد اعتراف هذا الأخير «بعدم قدرة بلاده على حل مشاكل العالم».
منغمس أردوغان، بالهموم الداخلية والخارجية، فلا طموحاته بعيدا عن حدود بلاده قابلة للتحقق كما تشير آفاق التحولات السياسية والاستراتيجية، وبيته الداخلي بات مليئا «بالكركبة» سواء أكان سياسيا أم بلديا، وبين ليلة وضحاها قد يصحو الرجل على تحوله إلى رب بيت ضارب بدف أحلام هوائية لم يعد لها على الأرض قوائم، فتصبح سمة بيته السياسي الرقص الأعرج على حلبة يقوم اعوجاجها، آخرون، أجندتهم مع تركيا متخمة بالمشاكل التي صفّرها حقا في أوقات سابقة قبل أن تغفو طموحات أردوغان في أحضان التطرف المسلح الذي يثير تحديات عالمية.
عدة أمور تدفع أردوغان إلى الندم، ومحاولة قطع تذكرة إلى دمشق بأي فيزا كانت، وياحبذا لو تكون بخاتم روسي، كذلك يمني نفسه الرئيس التركي، فكرسي البيت الأبيض قادم على تغيرات مع قرب رحيل أوباما، وأردوغان لا يريد أن «يجرب المجرب» فيكون كبش فداء وحيدا لمشروع متطرف يمكن أن تطرح أوراقه إدارة جديدة على طاولات واشنطن السياسية والاستخباراتية وحتى العسكرية.
أما الأمر الثاني، فهو الاتحاد الأوروبي، فمع من سيجلس "صاحب الطربوش" فيما لو بدأ اليورو يبيع أسهمه كاتحاد ومنطقة إقليمية، وماذا سيفعل لوحده في مكان بدأ يهجره كباره.
أما الأمر الثالث، فإن العالم برمته بات يتأهب لمواجهة خطر التطرف المسلح الذي لطالما أيده أردوغان من تحت الطاولة، حتى بدأ يتسرب إلى ما تحت أقدام أوروبا والغرب ومن بين أصابعها الأمنية في عقر دارها.
الأهم، هو التغيرات على رقعة المواجهة في سوريا، وانحسار المد المتطرف من الشمال مع نية الجيش السوري استعادة حلب كما تشير معطيات الميدان، وهو ما يخيف أردوغان الذي سيفقد «سفراؤه» المتلحين والمرتدين لزي أمراء المناطق على طريقة تنظيم القاعدة وطالبان، فلا يعود لديه من أوراق ليلعبها على طاولة ستفرد لاحقا.
يقال في السياسة أنها فن الممكن، وقد لا يريد أردوغان أن يكون «عبيطا» وسط مجموعة التحولات العاصفة التي بدأت تغزو مناخ المنطقة سياسيا، فإذا من الممكن أنه اطلق دخانا بخصوص نيته التواصل مع سوريا، بانتظار دخان أبيض من دمشق، في سعي إلى «لفلفة» الصفحات السوداء التي ارتكبها في علاقته مع الجوار، وتحميل ذلك السواد إلى عراب ديبلوماسيته السابق داود أوغلو ربما، والهرب من كوابيس المحاكمات الدولية.
عاجل
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company