كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
رضوان الذيب
الأمواج العاتية تتلاطم على امتداد مساحة المنطقة مبشرة «بتسونامي» كبير لا أحد يعرف مداه وحدوده ونتائجه على مستوى المنطقة برمتها، وسط «كباش» حاد دولي روسي - اميركي، واقليمي سعودي - ايراني ولكل تحالفاته واعدائه وخططه واستراتيجياته، ويأخذ الصراع اشكالاً من العنف احيانا والتفاوض بالنار احيانا اخرى وبدبلوماسية مبطنة في مراحل لكنها تخفي ورائها تاريخا من الاشتباكات والصراعات والاحقاد.
ولا شك وحسب مصادر ديبلوماسية عربية ان المحور الروسي - الايراني استطاع تسجيل نقاط لصالحه وبالمقابل اخفاقات عديدة، واشارت المصادر الى ان المحور الروسي - الايراني اربك الحلف الاميركي - الخليجي من البوابة اليمنية عبر سيطرة الحوثيين على صنعاء والتقدم نحو الحديدة والوصول الى البحر الاحمر والتحكم بمضيق «باب المندب» الاستراتيجي وبالتالي نفذ المحور الايراني - الروسي «7 ايار يمني» على البارد ووجه رسالة الى الحلف الاميركي العربي في قلب بيته، وهي رسالة استراتيجية ولها معان كبيرة بنقل الصراع الى قلب بيت هذا الحلف اذا تمادى الحلف الدولي العربي في خياراته وتجاوز الخطوط الحمراء في سوريا لجهة ضرب قواعد النظام، وعندها يتم الرد بسياسة العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم.
ولذلك تضيف المصادر جاء رد فعل التحالف الدولي العربي على هذا الانجاز اليمني كبيراً، ولو تطلب الامر الاستعانة بـ«القاعدة» في هذا الملف لارباك الحوثيين الذين حسموا الامور بسرعة فاجأت الجميع وستكون هذه الاستعانة مبررة.
ولا شك ان تحكم روسيا وايران مع حلفائهما بمضيقي «باب المندب» و«هرمز» يمثل تطورا عسكريا استراتيجيا بحسب المصادر والذي سيأخذه التحالف العربي - الاميركي في حساباته عبر تحكم ايران بأكبر ممرين بحريين عالميين، اما اخفاقات المحور الروسي - الايراني برأي المصادر فتمثلت بنجاح واشنطن وحلفائها العرب بتركيب تحالف دولي اوروبي - عربي لضرب «داعش» خارج مجلس الامن والامم المتحدة وبالتالي سحب ورقة «الفيتو» الروسية والصينية من الحرب الدائرة، وهذا «الفيتو» حمى سوريا حتى الان، واستطاعت واشنطن «تعطيله» عبر قدرتها على خلق حلف دولي خارج القرارات الدولية والامم المتحدة ولذلك اعتبرت روسيا والصين وايران وسوريا الضربات الجوية غير شرعية كونها خارج الامم المتحدة لكن ما حصل قد حصل والتحالف ينفذ غاراته.
اما الاخفاق الثاني للمحور الروسي - الايراني تضيف المصادر فتمثل بعدم القدرة بعد على تركيب تحالف دولي من روسيا والصين ودول البريكس وايران وسوريا لمحاربة الارهاب ويشكل حلفا موازيا للحلف الاميركي العربي - الاوروبي وقادرا على فرض شروطه على الطاولة في اي حرب قادمة او اي مفاوضات، رغم ان ايران اشارت مؤخراً الى امكانية ضربها لـ«داعش» في العراق.
ويعيد مدافعون عن الموقف الروسي والصيني والايراني الانجاز الاميركي لموازين القوى التي لم تنضج بعد لصالحهم، وما زالت لمصلحة واشنطن كون التحالف الروسي - الصيني - الايراني ما زال في بداياته لكنه استطاع النجاح وعرقلة مخططات واشنطن في الكثير من دول العالم وتحديداً في اوكرانيا وسوريا واليمن وغيرها من الدول، ولم تتمكن واشنطن من خلق تحالف دولي واسع شبيه بحلف 2003 و1990.
وحسب المصادر، فان التحالف الاميركي الخليجي لا يقلق روسيا وايران والصين التي ابلغت واشنطن ان اي قصف لاي موقع سوري سيشعل المنطقة وسيسقط الخطوط الحمراء كلها وصولا الى اليمن، وما تعني اليمن، وكذلك من خط الرمتا على الحدود الاردنية حتى رأس الناقورة مع فلسطين المحتلة، وعندها لتقع «الحرب الشاملة» «وليربح الاقوى» وهذا الانذار الروسي ـ الايراني الصيني ترجم بارسال مدمرات روسية عملاقة الى اللاذقية وطرطوس قادرة على اسقاط اي طائرة من مسافات بعيدة واعتراض صواريخ الكروز والنوماهوك.
كما عززت الصين من خبرائها في دمشق وكذلك روسيا؟ فيما الحرس الثوري عزز تواجده على الارض وتحديداً في المناطق القريبة التي تتعرض لقصف التحالف الدولي والتصدي لاي محاولات للانزال البري. علماً ان المحور الروسي ـ الايراني يملك كل اوراق الفوز في العراق، وكان قرار الحكومة العراقية واضحاً برفض الانزال البري، علما ان رئىس الحكومة العراقية العبادي يضع الرئىس بشار الاسد بكل التفاصيل رغم ان سياسة العبادي كانت موضع ثناء من اوباما والسعودية.
واشارت المصادر الى ان الحسم السريع للجيش السوري في ريف دمشق مؤخراً يأتي يشكل سريع خصوصاً أن القيادة السورية ابلغت الموفد الدولي الجديد دي ميتسورا انه لن يكون هناك قواعد للمسلحين في دمشق وريفها ولن يكون هناك مسلح على بعد 50 كلم من دمشق وريفها خلال الاسابيع القادمة، وهذه الانجازات تصب في مصلحة الحلف الروسي ـ الايراني ـ السوري.
وحسب المراقبين «ان التحالف الدولي العربي يدرك ان الجيش السوري وحلفاءه هم القوة الابرز في سوريا ويتحكمون بالارض، واي اندثار لـ«داعش» من مناطق دير الزور وابو كمال وحلب لا يمكن ان تحل محله عناصر الجيش الحر لانه لا وجود لقوى مسلحة معتدلة في سوريا واثبتت التطورات الاخيرة ان الورقة الاضعف هي الجيش الحر، وان معظم ضباطه وعناصره ما زالوا يقبضون رواتبهم من الدولة ويأتمرون باوامر الجيش السوري، اما معسكرات التدريب للجيش الحر في الاردن والسعودية وتركيا لم تستطع تجنيد اكثر من 5000 الاف شخص لا يقدرون على تأمين «حي» في حلب.
ويضيف المراقبون، ان كلام الرئيس اوباما الاخير عن ضرورة حل سياسي في سوريا رسالة لروسيا وايران توضع في الخانة الايجابية، كما ان سفير الائتلاف السوري المعارض في واشنطن تحدث عن حل سياسي.
هل هذا الكلام يسقط المواجهة الشاملة تجيب المصادر الديبلوماسية ان المحور الروسي الايراني - السوري لا يسقط احتمال المواجهة الشاملة في ظل ضغوط عربية على واشنطن لمنع الحل، لكن الرسالة اليمنية ربما جعلت الجميع يقبلون بحلول بعد اخراج «داعش» و«النصرة» من اللعبة السورية.
وما يؤشر لحل سياسي يعود لوجود كبار الضباط الامنيين الاوروبيين في سوريا للبحث عن التنسيق الذي ترجم في محافظة الرقة ودير الزور وعين عرب، لكن هذه الاسئلة لن يتم الجواب عليها الا بعد سنة واكثر لان الحرب طويلة جداً.
الديار
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company