دراسات

مفاجآت في ادلب والشرق السوري: خفايا "إنزال" دير الزور!

الثبات


ما ان انطلقت مفاوضات مؤتمر آستانة حتى طفت على ارض معقل" الجهاديين" في ادلب اشتباكات واعتقالات وتصفيات متبادلة، سرعان ما تحولّت الى معارك ضارية مع اختتام اعمال المؤتمر، بين من وقّع على وقف الأعمال القتاليّة، وجبهة النّصرة ، وسط تقديرات أمنية غربيّة بأن تؤول المعارك المحتدمة في المرحلة القريبة القادمة، الى إقصاء الجبهة نهائيا عن المشهد الميدانيّ السوري، نتيجة خطّة "ذكيّة" اعتمدتها دمشق عبر "تكديس" الاف المسلّحين في ادلب من مختلف المشارب والأيدولوجيّات ليتعايشوا جنبا الى جنب في رقعة جغرافيّة محدّدة، تسهّل بالتالي دخول الجيش السوري الى هذا "المعقل الجهاديّ" بعد انهيار بنية ميليشياته المتطاحنة، حدت بمسؤولين امنيين في برلين الى وصف خطّة الإستخبارات السورية ب "أذكى" الخطط المخابراتيّة العالميّة، التي لن تهدف حصرا الى تحرير ادلب وجعله الحدث الميدانيّ الأبرز التي تسجّله دمشق في العام 2017، بل انّ الحدث السوريّ الثاني الذي سيطبع هذا العام، "هو السيناريو الذي أنجزه الأسد بالتنسيق مع طهران وقيادة حزب الله والحشد الشعبي العراقي حيال المناطق الشرقيّة السورية، والذي سيتضمّن "مفاجآت مدويّة" في دير الزّور امتدادا حتى الحدود السوريّة- العراقيّة". الإطباق على "رأس النّصرة" وفقا لما أكّدته مفاوضات مؤتمر آستانة عبر اتفاق تركي-روسي-ايرانيّ، بمباركة أميركية، يطرح سؤالا هاما عن الثّمن الذي طلبه بالمقابل الأتراك والأميركيّون على حساب السيادة السورية. ففيما كانت التحضيرات جارية على قدم وساق لإطلاق قطار المفاوضات، وبتوقيت اميركيّ "خبيث"، وفي الوقت الضيّق الفاصل عن ولوج دونالد ترامب رسميّا الى البيت الأبيض، ضرب تنظيم "داعش" في دير الزور، عبر هجوم ضخم وغير مسبوق يوم 16 من الشهر الجاري لينجح بادئ الأمر في تحقيق خرق ميدانيّ كبير عبر فصل المدينة عن مطارها العسكريّ، قبل ان يباشر الجيش السوري الى اعادة الإمساك بالمبادرة الهجوميّة بعد امتصاص ضخامة الهجوم. لا شكّ انّ هذا الهجوم لم يكن ليُترجم على الأرض من دون تحضيرات لوجستيّة ضخمة بدأ الإعداد لها قبل شهور من "الغزوة"، تحديدا منذ الهجوم الجوّي الأميركي على الوحدات العسكرية السورية في جبل الثّردة ليل 16 من شهر ايلول المنصرم، والذي سهّل لمقاتلي "داعش" حينها احتلال هذا الموقع الإستراتيجيّ ليصبح مطار دير الزور العسكري تحت سيطرتهم الناريّة المباشرة.. والأهمّ، انّ الهجوم "الداعشي" الأخير استُبق بعمليّة "انزال" اميركية في التاسع من الجاري –اي قبيل ايام قليلة على الهجوم- بمحيط قرية الكبر بريف دير الزّور الغربي، قال البنتاغون حينها انها هدفت الى قتل رؤوس في التنظيم.. الا انّ حقيقة الإنزال في مكان آخر!. تقارير صحافيّة ميدانيّة اكّدها موقع " اي دبليو دي" الألمانيّ، اكّدت انّ العمليّة هدفت الى سحب اثنين من قادة "داعش"، وتصفية ثلاثة آخرين مولجين بملفّات "أمنيّة" حسّاسة تمّ سحب جثثهم ايضا على متن المروحيّات مع وثائق ترتبط بهم ما يدلّ على أهميّة الهدف المقصود. كما لفتت التقارير، الى انّ عسكريين اميركيين من فرقة الكوماندوز ينطقون بالعربية، نزلوا بواسطة مظلات وأقاموا حواجز على الطريق بين قرية الكبر ومحطّة المياه القريبة منها، وطلبوا من المدنيّين الإبتعاد عن موقع العمليّة. فيما اكّد شهود عيان انّ حوّامتين اميركيّتين حلّقتا قبل الإنزال فوق جبل كوكب، على ارتفاع منخفض حيث تتمركز نقطة عسكرية للجيش السوري. ورجّح الموقع الألمانيّ ان تكون عمليّة الإنزال تلك، قد افضت الى تزويد قادة "داعش" بمنظومة اتصالات اميركية متطوّرة على شاكلة تلك التي حصل عليها التنظيم من ضبّاط في وكالة "سي آي اي" قبيل اجتياح الموصل بأسابيع قليلة، حيث كشف حينها الضابط السابق في وكالة الاستخبارات الاستخبارات الأميركية جون كرياكو، انّ الوكالة امّنت هذه المنظومة ل "داعش" عبر مايكل فيكرز-وهو الرجل الذي اجمعت صحف ومواقع اخبارية غربية على انه القائد الفعليّ الخفيّ للتنظيم ومحرّك قادته على الأرض- وقد أمّنت للتنظيم تغطية لكامل مدينة الموصل عبر مساعدة ضبّاط عراقيين في المدينة. اذن البصمات الأميركية واضحة في هجوم داعش الأخيرعلى دير الزور، والهدف السيطرة على اجزاء كبيرة من المنطقة الشرقية السورية- والتي سترفض لاحقا اعادتها الى الدولة السورية- وصولا الى الإطباق على الحدود السورية-العراقية لنسف طريق الوصل بين اركان محور المقاومة. ولم يكن صدفة ان يُلحق هجوم "داعش" ب "تمريرة" تركيّة فاقعة على متن مفاوضات استانة، على لسان نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش الذي اعلن بالفم الملآن، انّ انقرة لن تسلّم مدينة الباب بعد السيطرة عليها الى الحكومة السورية. السؤال كبير حيال ما هي القطبة المخفيّة التي حيكت بين اشنطن وموسكو، وبين الأخيرة وأنقرة لاقتسام مواقع النفوذ في سورية في المرحلة القادمة؟ ولكن.. لدمشق وطهران وقيادة حزب الله رأي آخر. هذا ما يؤكّده مصدر عسكري سوري بارز اكتفى بالإشارة الى انّ مفتاح "الباب" في جعبة دمشق حصرا، امّا لدير الزور وما بعدها، فهناك مفاجآت مدويّة" قادمة.. لعلّ اكثر المتوجّسين من هذه المفاجآت المرتقبة على الساحة السورية هي "اسرائيل" حيث تُجمع تقاريرها الاعلامية وآخرها لمحلل الشؤون العربية في موقع "واللا" العبري، على انّ مفاجآت دمشق لن تقتصر على ما جهّزته لتحرير ادلب،، ملحقة بما كشفه مصدر فرنسي بارز مفاده "انّ حدثين ميدانيّين هامّين في الشمال والشرق السوري، سيمكّنان الأسد وحلفائه في اعلان النّصر، في غضون شهور قليلة".

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=12&id=11564