كلمات

عنفوان ذاكرة

لمى توفيق عباس - زنوبيا خاص


تصيّرني الشمس مليكة بذات الحنين , وترسم على وجنتيَّ حياء العذارى , فأرفع ماتبقّى من مآذن كوكبي , لأُشهدها بأني قد بلغت , وقدري رسمت .

وتطلُّ عليَّ من خلف نافذة فصلتني عن جدران ذاكرة عتيقة , سطّرتها يوما , ربما روحي على ضفاف جذورك العنيدة

هناك ....

أيها الباطن في لوحة رسمتها ريشة انتظاري وحنيني , والساكن بين تلافيف الصور والأشياء , لك عطر الزمان وسحر المكان,  وعبق يشي بأنك أنت من مررت ,  وتجولت ,  بين حنايا الأبجديات ودفء السطور وشغب الكلمات .

 وهنا ...حيث يرعد الهوى ويبرق العشق , أنشودة تحلّق فوق بوحي ونوحي قيثارة تجانس أهازيج فرح , لم يُقدّر له أن يحبو فظلَّ أسير كرسي الإعتراف .

ومابين قلب وروح , وماض وحاضر , وحلم وواقع , أزف الوقت فبات على غير عادته اثمن الأشياء ....بحر يتخبط بي , ألطم موجه تارة وأخرى يلطمني ...أداعبه فيرتدُّ عني , أعانقه فيغفو , وأصحو على دندنة أغنية تشربني مع فنجان قهوة يثمل بين شفتيّ .

أيها الآتي من خبايا الذاكرة , إياك وبضعة من هزائمي على حدود نصرك ...إياك وأنا من تفننّت بخلقك , ورسمتك على مقاس حلمي , أن تجرؤ على انتهاك حرمة أسواري , فالحب ياسيدي معلّقة مخضرمة مابين فنون العقل والقتل .

يصبح بي .... يمضي على شاكلة حزن وطن .... بحر وسهل ورمل وجبل .

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=6&id=157