دراسات

هل وضعت نظرية الأسد لربط «البحار الخمسة» قيد التطبيق؟

البناء


في مشهد لربما أصبح متكرراً للتصرفات التي تقوم بها القوات الكردية في مدينة القامشلي بريف الحسكة اعتدت صباح اليوم قوات ما يسمى ” الأسايش” الأمن الداخلي لوحدات حماية الشعب الكردية على دورية أمنية سورية في مدينة القامشلي أدت لارتقاء عدد من الشهداء . مواقع كردية تابعة للأسايش نشرت صوراً لبعض جثامين شهداء الدورية الأمنية بعد أن قامت “الأسايش” بسحب الجثامين ، ولم يعرف بعد سبب هذا التصرف الذي قامت به صباح اليوم و الأهداف الحقيقية المرجوة منه ، ويسود مدينة القامشلي هدوء نسبي بعد الحادثة وسط انتشار لمسلحي الأسايش في شوارع المدينة . يأتي هذا التصرف بعد عدة تصرفات تعسفية تقوم بها القوات الكردية في مناطق سيطرتها بحق المدنيين كحملات الاعتقال التي طالت المرشحين لانتخابات الإدارة المحلية في القامشلي و الطبقة ومناطق أخرى من سيطرتها وحملات الاعتقال بهدف التجنيد الإجباري ضمن صفوفها . بانتظار الساعة القادمة لما ستحمله من تطورات لفرض حلول و تفاهمات بين الحكومة السورية و الأكراد لمنع حدوث أي إشكالات مستقبلية ، وقد يكون الحل العسكري أيضا من ضمن الخيارات المطروحة في حال تعنت و استمرار القوات الكردية بالتصرفات التعسفية التي تقوم بها . المصدر: دمشق الآن هل وضعت نظرية الأسد لربط «البحار الخمسة» قيد التطبيق؟ منذ أن بدأت الحرب السورية منتصف مارس /آذار 2011، خرجت إلى العلن مفاهيم ومصطلحات جديدة، وطرأت تغيّرات عديدة، طالت كلّ شيء، في منطقة الصراع في الشرق الأوسط، والساحة الدولية، بدءاً من شكل الحرب ذاتها، والتي قامت على استخدام نمط ما يُعرف اليوم، بحروب الجيل الرابع أو الحرب «اللا متماثلة» والتي تقوم على: «الحرب بالإكراه، إفشال الدولة، زعزعة استقرار الدولة ثم فرض واقع جديد يراعي المصالح الأمريكية»، بحسب البروفيسور الأميركي ماكس مايوراينك، أول من أطلقها في معهد «الأمن القومي الإسرائيلي». وصولاً إلى تطوير آلية المجابهة والردّ، من قبل الأطراف المعنية بهذه الحرب سورية وحلفاؤها ، والتي ابتدأت باستيعاب هذه الحرب، وتطويق الهجمات ومحاصرتها، وإفراغها من مضامينها، ثم إعادة السيطرة عليها، بطرق عسكرية أو تصالحية/ سياسية في الغالب. استمرار هذه الحرب ودخولها عامها الثامن، وانتقالها من ضفة الصراع على سورية، إلى الصراع مع سورية ومحورها، وبحكم فعل السيطرة – شبه الكامل – على الميدان، من قبل الدولة السورية وحلفائها، خاصة بعد إنجاز معركة الجنوب والجنوب الغربي مؤخراً، وبزمن قياسي، ربما خلق الحاجة على ما يبدو لدى المحور الروسي الإيراني السوري، لفتح جبهة المواجهة كاملة، وعلى مصراعيها، مع أطراف الصراع الدولي والإقليمي، وفي مقدّمتهم الولايات المتحدة الأميركية. فهل حانت الفرصة التاريخية الأنسب لتطبيق «نظرية التشبيك»، التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد عام 2004، والهادفة إلى الاستفادة من موقع سورية الجغرافي، ووضعها في مركز شبكة الطاقة والنقل الإقليمية؟ خاصة أنّ حالة التوازن والتفوّق التي عمل على مراكمتها هذا المحور، خلال سنوات الحرب، والتي بدأ يستشعرها الأميركي على وجه الخصوص، باتت تتكلم عن نفسها بنفسها، وما جملة المواقف والأفعال التالية، التي صدرت مؤخراً، إلا ترجمة لهذه الحالة وتأسيس عليها: «البحر الأحمر لم يعد آمناً للوجود العسكري الأميركي»، كانت هذه رسالة قائد فيلق القدس في الجيش الإيراني الجنرال قاسم سليماني، 26 يوليو/ تموز الماضي، مخاطباً الإدارة الأميركية. أما قائد سلاح البحرية في الجيش الإيراني الأدميرال حسين خانزادي، كان قد صرّح في 2 أغسطس/ آب الماضي، بأنّ مضيق هرمز «لن يكون آمناً» لمن يستخدمون أموال النفط المار من المضيق «لتهديد» أمن إيران، مؤكداً أنّ بقاء مضيق هرمز «مفتوحاً»، مرهون بتأمين «المصالح» الإيرانية، ووفاء المجتمع الدولي «بتعهّداته» حيال إيران. 12 أغسطس/ آب الماضي، تمّ فيه اجتماع رؤساء الدول الخمس لمحيط بحر قزوين، وبدعوة من روسيا، وبعد مفاوضات شاقة امتدّت لأكثر من عشرين عاماً، وقعوا اتفاقاً أقلّ ما وُصف به أنه «تاريخي»، يحدّد وضع بحر قزوين، ويضع حداً للنفوذ الأميركي في المنطقة. صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية كشفت أنّ «روسيا حشدت على الأقلّ 10 بوارج حربية وغواصتين في منطقة الشرق المتوسط، فيما يعتبر أكبر حشد عسكري بحري للقوات الروسية، منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سورية عام 2015». والخميس 30 أغسطس/ آب أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ روسيا ستجري «مناورات واسعة» في البحر المتوسط خلال الفترة من 1 إلى 8 سبتمبر/ أيلول، بمشاركة 25 سفينة و30 طائرة. بالمتابعة لجملة المواقف والأفعال هذه، وغيرها والتي جاءت تباعاً – لا يرجح أن تكون مجرد ردات فعل، تتوزع هنا وهناك، رداً على تصريحات الإدارة الأميركية «الترامبية» الحالية، فالأمر ليس مختصراً بذلك، ولا يجب أن يختصر بعد اليوم على هذا النحو، هذه المواقف من أطراف المحور المناهض للوجود والهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط، تتجاوز كونها رسائل شديدة اللهجة تحذر واشنطن، بأنّ ما أمست به هذه المنطقة، من تفاهمات وشراكة، ليس باستطاعتها بعد اليوم إنكاره أو تجاوزه. فالأمر قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نظرية الأسد الاستراتيجية في «التشبيك»، والتي ستكون دمشق عقدة ربطها، وكلّ من إيران وروسيا جناحَي أمنها وأمانها، وباقي دول المنطقة حاكمة في توازناتها، ما يعني بالضرورة، الانتقال من حالة الاشتباك القديمة القائمة، إلى حالة التشبيك الراهنة والقادمة. والحاصل في الوقت الحالي، والذي تختصره معركتا إدلب، السياسية الحالية، والتي هي في ذروتها وأشدّها الآن، بما تحمله من احتمالات، والعسكرية المنتظرة على جمر الاستعداد «ساعة صفرها»، أهمّ المعارك وآخرها على الأرض السورية – لما تمثله من «وأد» لجيل واشنطن الرابع من الإرهاب لغير رجعة، يلخص ويفسّر التخبّط الذي تعانيه واشنطن وحلفاؤها، سواء في ما بينهم أميركا تركيا والسعودية – قطر ، أو مع دول المحور الروسي الإيراني السوري، لإدراكهم حقيقة أنّ «التشبيك» و»الربط»، التي كانت مجرد «رؤية» استراتيجية، غدت الآن أمراً واقعاً بشكل أو بآخر…

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=12&id=18157