وجهات نظر

ديما ناصيف:التهديد الأطول أجلاً في الشمال السوري يأتي من تركيا

ديما ناصيف


الأتراك ينتهزون انشغال خصومهم الكرد والأميركيون بمطاردة ما تبقّى من داعش شرق الفرات، للاقتراب أكثر نحو منبج، العملية كانت على وشك الاندفاع نحو فتح معركة المدينة منذ احتلال الأتراك لـ “الباب” قبل عامين لمنع وصل الكانتونات الكردية، وبعد نكث الأميركيين بوعودهم لأكثر من مرة بإجبار الكرد على الانسحاب إلى شرق الفرات، حتى بعد التوصّل إلى خارطة طريق أميركية تركية حول منبج في حزيران الفائت تقضي بإخراج الكرد من المدينة، وتسيير دوريات تركية أميركية منفصلة في محيطها.. لا يتوقّف الرئيس التركي عن إحصاء ما يصل إلى الوحدات الكردية من عتاد عسكري أميركي، وفي آخر خطاباته قال بأن مُجمل ما وصل للوحدات الكردية هو 3 آلاف طائرة شحن و18 ألف شاحنة مُحمَّلة بالأسلحةِ والذخائر والمعدّات العسكرية،الهاجِس التركي من المشروع الكردي كانت ذريعة احتلال ما يزيد عن 8500كم2 من الشمال السوري، وربما لقَضْمِ المزيد من الأراضي في حال نفّذت أنقرة تهديدها بالدخول إلى منبج. الأتراك ينتهزون انشغال خصومهم الكرد والأميركيون بمطاردة ما تبقّى من داعش شرق الفرات، للاقتراب أكثر نحو منبج، العملية كانت على وشك الاندفاع نحو فتح معركة المدينة منذ احتلال الأتراك لـ “الباب” قبل عامين لمنع وصل الكانتونات الكردية، وبعد نكث الأميركيين بوعودهم لأكثر من مرة بإجبار الكرد على الانسحاب إلى شرق الفرات، حتى بعد التوصّل إلى خارطة طريق أميركية تركية حول منبج في حزيران الفائت تقضي بإخراج الكرد من المدينة، وتسيير دوريات تركية أميركية منفصلة في محيطها.. فالأميركيون يريدون الاحتفاط بقوّة احتلال محلية يطوّرون من خلالها احتلالهم لمناطق في الشرق السوري وحماية قواعدهم العسكرية. والكرد الذين ذهبوا بعيداً في التعاون مع الأميركيين لا خيار لهم سوى مواصلة رفع الأعلام الأميركية لتحقيق مشروعهم الفيدرالي. البقاء في منبج يعوّض الكرد عن الكوريدور الضائع لوصل كانتوناتهم ، بالسيطرة على ربع مساحة سوريا لإعادة طرح الفيدرالية على طاولة أية مفاوضات مقبلة. المشاورات العسكرية والأمنية العليا بلورت محوراً تركياً روسياً يسعى إلى احتواء توجّهات الأميركي في الشرق السوري الذي ترى فيه موسكو الخطر القادم من الشرق، موسكو تلتقط لحظة توتّرالعلاقات بين واشنطن وأنقرة وتراهن على إقناع أنقرة على تقديم تنازلات في ملف المجموعات المسلّحة في إدلب مقابل وقف تمدّد المشروع الكردي شرقاً، لضمان وحدة الأراضي السورية. أما الفصائل المسلّحة التي أشعل الاتفاق الخلافات بينها، فيتنازعها تيار قاعدي رفض الاتفاق وآخر إخواني يخشى الانتقام وابتلاع الفصائل الكبيرة له، وإما في محاولة للمناورة لقبول الاتفاق من دون دخول شرطة عسكرية روسية كما فعل جيش العزّة والجبهة الوطنية للتحرير. لكن مواقف الفصائل لا تتعدّى كونها ظاهرة صوتية، حيث كشف ناشطون أن الفصائل تسجّل مواقف إعلامية لا قيمة لها أمام الاتفاق الذي تم توقيعه بين الجانبين الروسي والتركي، مضيفين أن الاتفاق سيسير كما هو متّفق عليه أو سيكون هناك تطوّر قد يؤدّي إلى اندلاع معارك في حال استمرت تلك الفصائل بفرض شروط أو بالاعتراض على بنود الاتفاق. وتمتد المنطقة على طول 250 كيلومتراً، وستشمل من جهة الغرب مدينة جسر الشغور، ومن جهة الجنوب مناطق من ريف معرّة النعمان وصولاً إلى بلدة حيش، ومن جهة الشرق مدينة سراقب، وقرى جنوب وغرب حلب، ونفى المصدر صحّة الأنباء التي تتحدّث عن رغبة روسيا بإدخال مدينة إدلب ضمن المنطقة. وينصّ الاتفاق على سحب 4 أنواع من الأسلحة من تلك المنطقة وهي: راجمات الصواريخ، مدافع الهاون، المدفعية الثقيلة، الدبابات، ويُخرِج منها “التنظيمات المُصَنَّفة على قوائم الإرهاب” وهي: هيئة تحرير الشام، تنظيم حُرّاس الدين، الحزب الإسلامي التركستاني. وكشف ناشطون أن الجانب التركي يجري مفاوضات مع الفصائل الإرهابية لإقناعها لمغادرة المنطقة منزوعة السلاح والتي أمامها خيارين أمام الخروج بالتفاهم أو بالقوّة العسكرية. ومازالت هيئة تحرير الشام غامضة في موقفها بعد تسريبات ذكرها ناشطون حول تطمينات أرسلها الجولاني إلى تركيا بأنه سيلتزم الاتفاق شريطة عدم الإعلان الرسمي حول ذلك، إلا أن تركيا لم ترد على طلب الجولاني في موقف قد يحرجها أمام الجانب الروسي الذي أكّد على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في إدلب.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=18534