وجهات نظر

هل يعتذر بايدن من دمشق؟

الخبر برس


اكد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن الشعب السوري والقيادة السوريّة ليست بحاجة إلى انتظار محاضرة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في جامعة هارفرد، حتّى يتعرّفوا إلى الدور الذي قامتْ به تركيّا والإمارات العربيّة المتحدة وقطر والسعوديّة وغيرها في تمويل وتسليح وإيواء وتمرير المجموعات المسلّحة. وقال المقداد في مقال له نشرته صحيفة البناء اللبنانية إن ما لا يمكن تفسيره تحت أي عنوان كان هو بأي وجه يطالب هؤلاء الأعراب والأتراك باعتذارات أميركية فيما يجب على كل أولئك الذين ساهموا في تمويل الإرهاب ودعم مجموعاته وتسليحها الاعتذار لسوريا بالذات أولا وللمجتمع الدولي النظيف وغير المتورط في دعم الإرهاب بمعناه الواسع ثانيا. واعتبر المقداد أن الحلف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة ويصور ذاته على أنه بطل الديمقراطية يتصرف من “مواقع متناقضة” بشكل مباشر على الساحة الدولية لافتاً إلى أن هذا التحالف يرفض المبدأ الديمقراطي المتعلق بالمساواة في السيادة بين الدول الذي يؤكد عليه ميثاق الأمم المتحدة من خلال محاولة هؤلاء اتخاذ القرار نيابة عن الجميع بما هو خير وما هو شر. وأشار المقداد إلى أن تركيا باتت تتحدث الآن عن فرض إجراءات قسرية تتعلق بإقامة مناطق عازلة في سوريا والعراق بالتعاون مع دول أخرى بما في ذلك مستعمرة سوريا القديمة فرنسا والتي كانت أصلا قد سلخت من سوريا جزءاً غالياً من أرضها مؤكدا أنه ومن حيث المبدأ سيكون لذلك ثمن كبير دولياً وإقليمياً ويمكن الاكتفاء بالإشارة إلى موقفين يجب أن يفكر بهما النظام التركي وحليفه الفرنسي أول هذين الموقفين هو تلك المقاومة التي سيواجهها الأتراك من قبل المواطنين السوريين الذين أكدوا دفاعهم عن هويتهم الوطنية السورية بمختلف مكوناتهم الاجتماعية والعرقية والعامل الثاني هو التباينات الواضحة في المعسكر الغربي العرباني الموالي للغرب فيما بينه من جهة وفيما بينه وبين النوايا التركية من جهة أخرى. وأوضح المقداد أن النظام السعودي الذي قتل عشرات الآلاف من السوريين منذ بدء هذه الأزمة مستمر في سياسته القائمة على التبعية لأميركا وأوروبا والتي تضر بالمصالح العربية بما في ذلك المصالح السعودية بالذات متسائلا إنه “إذا كانت العائلة الحاكمة في السعودية تدعي حمايتها للحرمين الشريفين ودين الله فلماذا تقوم بتفجير الخلافات الطائفية والمذهبية وتأجيج نيران الاختلاف بين المسلمين بدلا من العمل على رأب الصدع بين أبناء الدين الواحد”. وأكد المقداد أن الاستراتيجية الأميركية أصبحت واضحة وجلية المعالم فهي تهدف بشكل أساسي إلى إطالة هذه الحرب على سوريا بهدف إضعافها سواء كان ذلك من خلال أردوغان وأطماعه العثمانية في الشمال أو من خلال الدعم الإسرائيلي للإرهابيين على خط فصل القوات في الجولان غربا أو تدفق السلاح والإرهابيين السعوديين إلى محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء من الجنوب.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=2054