وجهات نظر

الإشاعة والرسائل المُضمرة في الفيسبوك


رغم محاولاتك العديدة لإنجاح أمر ٍ ما ، إلاّ أن القدر هو الأساس وليس محاولاتك
"مارتن لوثر كينغ"
أسامحك بحقّي لكن بعد أن أقطع يديك
"إسبينوزا"
عندما أحبك، سأعطيك كل شيء مقابل القليل الذي تعطيني إيّاه
"جلال الدين الرومي"

والقائمة تطول...
الأقوال السابقة ليست لأصحابها وإنما أنا كتبتها الآن ونسبتها لهم، ولو أنني لم أقل هذا ولجأت إلى طريقة كتابتها على شكل صور ونشرتها لتناقلها عشرات الألوف من الافتراضيين واعتبروها أقوالهم المأثورة...
الفكرة ببساطة أنه على الفيسبوك، الجميع قارئ، متلقي، متعاطف. لا أحد يفكر بالبحث عن الصح أم الخطأ، أو عن أصل المعلومة لضيق وقته ولأنه بشكل أو بآخر هو متصّفح وليس باحث، وهكذا تنتشر أيّ قصة كالنار في الهشيم مع تعداد القصص يصبح هناك تراكم في لاوعي المتلقي وتتحول أفكاره دون أن ينتبه.
لكن ليست أي قصة تنجح بذلك لأن خلق الإشاعة ليس فعلاً بسيطاً بل يحتاج إلى الكثير من الحذر والدراية، فمثلاً في الأقوال التي اخترعتها منذ قليل كنت حريصاً على أن أذكر شيئاً بسيطاً يتعلق بالقائل، فمثلاً عندما اخترعت مقولة مارتن لوثر كينغ كان يجب أن أكتب مفردة ما، تتعلق بالقدر ليكون القارئ أقرب إليه وهذه المفردة هي صلة الوصل بين عقل القارئ وهذا الفيلسوف، لأن مارتن له حكاية مع القدر أو بالتحديد عند لحظة تغيّر تفكيره أثناء نجاته من صاعقة بشكل غريب.
وبالنسبة لإسبينوزا كان يجب أن يكون القول متعلقاً بشيء من الحق المسلوب واسترجاعه طبعاً يمكن أن تُبني آلاف العبارات على هذه الطريقة، وإسبينوزا له حكاية مع شقيقاته اللواتي حاولن سلبه الميراث لكنه استرجع حقه وتركه.
أما بالنسبة ل جلال الدين الرومي، فيجب أن يكون القول متعلقاً بالحب، وكم من آلاف العبارات يمكن قولها عن الحب ونسبها ل جلال الدين الرومي لغنى الأخير بالكتابة عن الحب بشكل مميز.
أين هي الرسائل المضمرة في هذه الأقوال؟
في المقولة الأولى، أعيد القارئ بشكل غير مباشر لأمور التسليم والتواكل وعدم الاجتهاد في العمل، طبعاً هذه الأقوال تخاطب اللاوعي وليس الوعي، لأن المتصفح الافتراضي لا يقوم بأي محاكمة عقلية وإنما يتلقى فقط أي شيء يقرأه وهكذا تنجح الرسالة ببلوغ هدفها..
في المقولة الثانية أحاول إعطاء القتل طابعاً روتينياً وإلباسه لباس الحق، وهكذا تصبح قيمة القتل قيمة أخلاقية تنمّ عن الذكاء والإيمان وليست قيمة همجية.
في المقولة الثالثة أشجع على الانفتاح في العلاقات وتشجيع ممارسة الجنس عند المراهقين بشكل كبير من خلال عبارة سأعطيك كل شيء مقابل القليل منك.
هكذا تُبنى الإشاعة في العالم الافتراضي، وهكذا تنتشر كالنار في الهشيم ، وآخر مثالين غزيا العالم الافتراضي كانا تلك المذيعة الجميلة التي تلقت رسالة من معجب وردّت له ، وهذه القصة لا أساس لها من الصحة ، ومثال إسراء غريب المتعلق بجريمة الشرف.
اليوم نتساءل من المستفيد؟
المستفيدون كُثر وهم ليسوا أفراداً بل منظمات كبيرة وصغيرة لها أهداف على مستوى مجتمع كامل لا يسعفني الوقت لأتحدث عنها إلاّ أنني سأفرد لها مقالاً خاصاً بها لاحقاً.
عزيزي الغارق في وسائل التواصل الاجتماعي، تذكر أنّك أنت المُنتَج الذي يتم تسويقه والهدف هو تفكيك مجتمعك وإفقاره وتدمير بنيته الأساسية التي هي : الأسرة و الهوية.
وليم عبد الله

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=22758