وجهات نظر

“الرمال السورية” لا ترحم… الصفيح سيبقى ناريا تحت قوات الاحتلال حتى خروجها


شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول الفائت دخول الجيش السوري إلى شرق الفرات بعد سنوات طال غيابه عنها نتيجة انشغال وحداته بتحرير الأراضي السورية من حلب إلى دير الزور إلى دمشق ودرعا والقنيطرة. عندما أعلنت دمشق أن وجهة الجيش العربي السوري بعد تحرير إدلب ستكون شرق الفرات، هي تدرك أن مواجهتها ستكون رابحة في إدلب وشرق الفرات، وتدرك أنها تمتلك الأوراق القادرة على إخراج كل القوات الأجنبية غير الشرعية. الجيش السوري الآن سيتجه لتحرير إدلب كاملة، ففي مورك حاصر النقطة التركية بعد معارك عنيفة استعاد فيها كفرنبودة والهبيط وخان شيخون وريف حماة الشمالي، وزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى مواقع الجيش السوري في الهبيط في ريف إدلب الجنوبي الشهر الماضي هي رسالة واضحة بأن العملية مستمرة ولن تتوقف حتى تحرير كامل إدلب وريف حلب الغربي وتدرك جميع الأطراف هذه المعادلة وهذه الحقيقة. أما شرق الفرات الذي دخله الجيش السوري الشهر الماضي، باتفاق مع الوحدات الكردية، وبرعاية روسية، فقد شهد إعلان واشنطن الانسحاب عندما بدأت العملية التركية وتركت الوحدات الكردية تلاقي مصيرا مجهولا، وسرعان ما دخل الجيش السوري لتتغير الموازين 180 درجة، فاستغلت الولايات المتحدة هذا التوازن وأعادت جزء من قواتها للسيطرة بشكل غير شرعي على منابع النفط، في الوقت الذي ينشغل فيه الجيش السوري على حدود البلاد الشمالية لحمايتها، وهنا يجب التوضيح: قوات الاحتلال الأمريكي لن تستطيع البقاء في الشرق السوري، لأن الرمال السورية تبتلع أي محتل، ولأن الرمال السورية تنفجر بأي قوة معتدية، ولأن الشعب السوري لا يقبل بالاحتلال، ولأن دمشق تمتلك الأوراق الكفيلة بطرد كل القوات الأجنبية المحتلة وغير الشرعية من دون استثناء. لن يكون هناك صفيح بارد ومستقر تحت أي قدم غريبة عن سوريا، سيكون الصفيح ناريا فقط، لن تستقر مدرعات وأقدام جنود أي قوة لم تأخذ إذن دمشق، بالعكس تماما، فإن هذا الصفيح سيقض المضاجع السياسية لمن قرر دخول سوريا من دون إذن، وسيضره سياسيا لأنه لن يتحمل أحد تبعات النار السورية، فمن يدخل الهبيط وخان شيخون وريف حماة وشرق الفرات بشهرين، قادر على أن يتابع ليصل الحدود كلها. دمشق هي مدرسة المقاومة، دمشق تعرف كيف تشعل الصفيح تحت أي قوة غازية، دمشق تجيد سياسة حافة الهاوية، ولا تصرخ أولا بسياسة عض الأصابع. كان البعض يقول كيف للجيش السوري أن يدخل شرق الفرات وهناك قوات أمريكية، وكيف للجيش السوري يدخل خان شيخون وفي مورك نقطة تركية، وكنا نقول لهم سوف يدخل وسوف يستعيد آخر شبر، وفعلا شاهدنا الشهر الماضي كيف دخل الجيش السوري إلى منبج وانسحبت منها القاعدة الأمريكية والفرنسية، ودخل إلى عين عرب وانسحبت منها القاعدة الأمريكية، ومن بقي من قوات احتلال، سيشتعل الصفيح من تحته في الوقت المناسب، وسوف ينسحب بين ليلة وضحاها في ليلة مظلمة خوفا من الرمال السورية. مسألة وقت فقط، لن يعود الجيش السوري إلى سكناته قبل تحرير آخر شبر، من لم يدرك هذا حتى الآن، سيدرك قريبا

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=23492