فريـش

التنمر كوسيلة للهروب من الهزيمة

القبس الكويتية


لطالما كان الهدف من المنافسات الرياضية هو التقارب والتلاقي بين الشعوب، خصوصا على صعيد المنافسات الجماعية التي ينبغي أن يسودها الروح الرياضية، حيث ظل التنافس الرياضي على مر العصور مثالاً على الأخلاق الراقية، لاسيما بتقبل الفوز والخسارة، ولكن ما حدث خلال الأيام الماضية من تنمر ضد اللاعبة الإيرانية زهرة كودايي بالطبع يتنافى مع الروح الرياضية. أثارت واقعة التنمر الذي تعرضت له حارسة مرمى منتخب إيران للسيدات، الفائز على نظيره الأردني، في نهائي التصفيات المؤهلة لكأس آسيا، موجة غضب عارمة في الأوساط الرياضية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تحولت القضية إلى تنمر معيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لاعبة المنتخب الإيراني التي أسهمت في تأهل منتخب بلادها إلى النهائيات، أصبحت حديث وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية، بعد أن وجه الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، كتاباً إلى نظيره الآسيوي، طالبه فيه بالتحقيق في جنس اللاعبة، الأمر الذي قد يفتح باباً للتساؤلات والتشكيك في أجناس اللاعبين، فضلا عن كونه يتنافى مع الروح الرياضية والهدف من المنافسات الرياضية ومبادئ التنافس الشريف. في غضون ذلك، أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نتائج التحقق من الشكوى، وبيّن بما لا يقبل الشك أن جنس اللاعبة الإيرانية هو أنثى، وخاطب الاتحاد الأردني كتابةً بها الشأن. من جانبها، خرجت مدربة المنتخب الإيراني للسيدات، مريم إيراندوست، عن صمتها على الجدل الدائر حالياً بشأن الجنس الحقيقي لحارسة مرمى المنتخب زهرة كودايي. وقالت إيراندوست في ردها على ذلك، إن الأحاديث المنتشرة حول جنس حارسة المرمى هي «مجرد ذريعة لعدم قبول الهزيمة أمام الإيرانيات». وصرحت إيراندوست لموقع «خبر أونلاين» الإيراني: «بعد هزيمة المنتخب الأردني، كان من الطبيعي أن يحاولوا تهدئة أنفسهم بذرائع كاذبة». وعبرت زهرة كودايي في وقت سابق، عن حزنها الشديد من التنمر التي تواجهه تعليقًا على تكوينها الجسدي وملامحها، كما طالبت بضرورة المساواة مع الرجال في الحقوق وخاصة ممارسة الرياضة. وتمارس زهرة نشاط كرة القدم منذ سنوات وتبلغ من العمر 32 عاماً، وسبق لها تمثيل المنتخبات في فاعليات كثيرة. وتعود جذور كودايي إلى محافظة خوزستان وتلعب ضمن صفوف فريق «ذوب آهن أصفهان»، وتعد أبرز قائدات الفريق داخل الملعب حيث تتواجد منذ عام 2009.
Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=11&id=30241