كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
ينتشر أليزيدّيون(1) اليوم في منطقة الموصل وسنجار وقضاء شيخان وطور عابدين وماردين وأرضروم، ويرجعون إلى سلالات كردية، وأصلهم من شعوب سلسلة جبال زاغروس (2)، وسُموا (أليزيدية) لاعتقادهم بوجود إله يدعى (يزد) أو (يزدان). ولا صلة لهؤلاء بيزيد بن معاوية الخليفة الأموي كما يدعي بعض المؤرخين. أما عددهم فقد كان مثار تباين بين المؤرخين. عدد أليزيديين يقول المؤرخ اليوناني تيوفانيس الذي عاش في القرن السابع الميلادي: إن الإمبراطور هراقليوس أقام معسكره بجوار مدينة (يزدم) قرب الموصل، ويبدو أن الطائفة أليزيدية قد نشأت في هذه المدينة وانتشرت منها، ويبلغ تعدادهم ثلاثمئة ألف نسمة(3). تقول الرحالة الإنكليزية (روزيتا فوريس): «كان تعداد أليزيدية قبل الحرب العالمية الأولى ربع مليون نسمة، ولكنه تناقص إلى ستين ألفا»(4)، وأعتقد أن هذا الكلام غير دقيق، فعددهم يمكن أن يصل اليوم إلى نصف مليون نسمة بإجماع العديد من الدراسات الحديثة، ويقال إنه يوجد طوائف أخرى من أليزيدية، ولكنها بأسماء أخرى في جبال القوفاز وشواطئ بحر قزوين، وفي جبال الطاي، وفي الصين أيضاً. مذهب أليزيديين وعقيدتهم تعتقد هذه الطائفة بجميع الأديان، لكنهم يزعمون صحة العقيدة المانوية، وعلى رواية أخرى، الديانة الزرادشتية ويعتقدون بوجود إلهين، ويرون وجوب عبادة الشمس والشيطان كالزرادشتيين الذين يرون وجوب العبادة لإلهي النور والظلام (هرمس) و(أهريمن). يعظم أليزيديون الشيطان اتقاءً لشره، لا احتراماً له، وبناء على هذه الفلسفة، يطلق هؤلاء الناس على الشيطان اسم (ملك) عظيم قادر، ولكنه مطارد ومقهور من مبدأ الخير، ويقولون: إن مبدأ الخير يحكم العالم زهاء ألف سنة، وفي نهايتها يتصارع إلها الخير والشر، فإما أن يغلب إله الشر، وإما أن يضطر إلى الصلح مع إله الخير، وفي كلتا الحالتين يستفيد من ذلك فوائد كثيرة، ولهذه الطائفة زعيم كبير يقيم في بلدة (شيخان)، يقال له: (أمير شيخان) وله سلطة واسعة على أتباعه، أما الرئيس الديني الأكبر لهذه الطائفة فيدعى (بابا شيخ)، وله أتباع من المشايخ مكلفون بتنفيذ الأوامر والنواهي الدينية وبفتوى من هذا الشيخ الرئيس يحدد الصوم والصلاة، ويُحدد الحلال والحرام، وهذان المنصبان الكبيران متوارثان كابراً عن كابر(5). طقوس أليزيديين وشريعتهم للأليزيديين طقوس وشرائع، وطريقة عبادة والصلاة والصوم والزكاة والحج، ولكنهم يختلفون في أدائها عن الأديان الأخرى (الإسلام، النصرانية، اليهودية). 1 – عبادتهم: يسجد أليزيديون لصنم على شكل طائر يقال له (الملك الطاووس)، ويعتقدون أن إلههم هذا كان موجوداً قبل كل الفئات، وأنه حاضر في كل الجهات، فيرسل خدامه وأعوانه لجميع النواحي للتفريق بين الضلالة والهداية والكفر والإيمان، ويذهب أليزيديون إلى القول بعقيدة (تناسخ الأرواح)، فلهذا يزعمون أن لهم زعماء دينيين في كل القرون والعصور، ويضعون (الشيخ عدي)(6) مع (الملك طاووس) في مرتبة واحدة، ولا يؤمنون بوجود جهنم ولا الشياطين، بل يقولون: إن الأرواح الشريرة كالأمراض والأوبئة والكوارث والضائقات والأزمات، إن هي إلا آفات طبيعية. 2 – الصلاة: يصلون في ليلة منتصف شعبان، وهذه الصلاة تعوضهم عن صلوات سنة كاملة، وأليزيدي يتوجه نحو الشمس عند شروقها وعند غروبها، ثم يلثم الأرض ويعفر بها وجهه، وله دعاء قبل النوم. 3 – الصوم: يصومون ثلاثة أيام من كل سنة في شهر كانون الأول شرقي. 4 – الزكاة: تجمع بوساطة الطاووس، ويقوم بذلك القوالون وتجبى إلى رئاسة الطائفة. 5 – الحج: يقضون يوم العاشر من ذي الحجة من كل عام على جبل عرفات في المرجة النورانية في لالش العراق. الحشر والنشر بعد الموت سيكون الحشر في قرية (باطط) في جبل (سنجار) حيث توضع الموازين بين يدي (الشيخ عدي) الذي سيحاسب الناس، وسوف يأخذ جماعته ويدخلهم الجنة (المصدر السابق ج2 ص1006). عاداتهم وتقاليدهم عادات هذه الطائفة أنهم يبغضون اللون الأزرق ولابسيه، لأنه من أبرز ألوان الطاووس، ويكرهون أكل الخس والملفوف والقرع ويحرمون لحوم الديكة والسمك والغزلان والخنزير، ويتحاشون النطق بحرفي (ش) و(ط) الدالين على الشيطان، ويحرمون التزاوج بأهل الأديان والعقائد الأخرى، ويجوز للأليزيدي تعدد الزوجات حتى الرقم ستة.. ويكون الزواج عن طريق خطف العروس أولاً من العريس ثم يأتي الأهل لتسوية الأمر، لكن أغرب ما في معتقداتهم أنهم يحرمون القراءة والكتابة تحريماً دينياً لأنهم يعتمدون على علم الصدر، فأدى ذلك إلى انتشار الجهل والأمية بينهم، وقد زاد هذا في انحرافهم ومغالاتهم بيزيد وعدي وإبليس. يترددون على المراقد والأضرحة كمرقد (الشيخ عدي) و(الشيخ شمس الدين)، وكل مراقد خدام الطاووس، وهم يستخدمون الزيت والشموع في إضاءتها. أعيادهم لهم أعياد خاصة كثيرة وحفلات دينية كعيد رأس السنة الميلادية وعيد المربعانية وعيد القربان وعيد الجماعية وعيد إلياس وعيد بلنده (البيلندوي). كتبهم المقدسة يقدس أليزيديون كتاب (الجلوة) تأليف الشيخ عدي، ويذكر فيه الأصول القديمة للأليزيدية، جاء في مقدمته (الذي كان ويكون هو أنا، وفي يوم القيامة أنا أحكم على جميع من في الدنيا، ومرجع كل الذين يعبدونني إليّ فقط لا غير)، ويلي كتاب (الجلوة) في التقديس (مصحفا رش)، وهما (الجلوة) باللغة الكردية، و(الكتاب الأسود) الذي تألف في عام 743هـ- 1342م، ويبحث في العادات والتقاليد الدينية عند أليزيدية في ذلك العصر. رفعوا (يزيد) إلى مرتبة الألوهية، والتنظيم عندهم (الله- أليزيد- عدي)، أخذوا عن الشيعة (البراءة)، وهي كرة مصنوعة من تراب مأخوذ من زاوية الشيخ عدي، يحملها كل أليزيدي في جيبه للتبرك بها على غرار (التربة) التي يحملها أفراد الشيعة الجعفرية، وإذا مات أليزيدي توضع في فمه هذه (التربة) وإلا مات كافراً، أخذوا عن النصارى (التعميد) حيث يؤخذ الطفل إلى عين ما تسمى (عين البيضاء) ليتعمد فيها، وبعد أسبوع يؤتى به إلى مرقد الشيخ عدي، فيوضع في الماء، وينطقون باسمه عالياً طالبين منه أن يكون أليزيدياً مؤمناً (بطاووس الملك) أي (إبليس)(7)، يحترمون كهنة الدين النصراني حتى إنهم يقبلون أيدي القساوسة ويتناولون معهم (العشاء الرباني)، ويعتقدون أن الخمرة هي دم المسيح الحقيقي، وعند شربها لا يسمحون بسقوط قطرة واحدة منها على الأرض، أو أن تمس لحية شاربها. عشائر أليزيدية سنجار(8) تقسم أليزيدية سنجار إلى العشائر التالية: 1 – عشيرة (ميركان) مستقرة. 2 – عشيرة (سوموكا) يقيمون في بيوت من الشعر على مقربة من سنجار، وسموا باسم المكان الذي حلوا فيه. 3 – عشيرة (بيت الخولنا) وهي مستقرة. 4 – عشيرة (بلد) مستقرة على مقربة من بلد سنجار. 5 – عشيرة (بيكران) مستقرة. أهم المصادر والمراجع عن أليزيديين 1 – سعيد الديوه جي: أليزيدية، نشر المجمع العلمي للعراق بغداد 1973. 2 – صديق الدملوجي: أليزيدية، مطبعة الاتحاد، الموصل عام 1949. 3 – سليمان الصائغ: تاريخ الموصل، المطبعة السلفية، مصر عام 1923. 4 – جريدة السياسة المصرية، عدد 16 شباط عام 1931. 5 – خالد عبد المنعم العاني، موسوعة العراق الحديث نشر الدار العربية للموسوعات، بغداد 1977م. 6 – برهان حنا إيليا: آمد مدينة الفخر، مطبعة الإحسان للروم الكاثوليك، حلب 2008م. - نظراً لأهمية هذا الكتاب، ولأهمية المواضيع التي عالجها وندرتها أرغب التعريف به. يعتبر هذا الكتاب موسوعة تاريخية نادرة فيما تكلم عما يحتاج له كل من يعمل في حقلي التاريخ والآثار، لأنه يغوص ويحقق في أبحاث قد لا تجدها إلا بصعوبة، وقد لا تجد الكثير منها إلا في هذا الكتاب الموسوعي، يتألف من (478) صفحة مع صور ملونة تتعلق بمواضيع الكتاب من ص(441- 472)، وملحق بفهارس الأعلام والكنى والألقاب، وفهرس للبلدان والأماكن، وفهرس للقبائل والشعوب (ص 421- 440) مع ملاحق بأسماء بطاركة وأساقفة ومشاهير السريان الأرثوذكس منذ أول القرن الرابع. يتكلم الكاتب من خلال تاريخ بلدة (آمد) مسقط رأسه التي تقع في الجنوب الشرقي من دياربكر عن تاريخ أرض ما بين النهري (Mesopot amia) وهي البقعة الكبيرة التي يكتنفها نهرا دجلة والفرات. يتألف الكتاب من تسعة فصول لعل أهمها (الفصل السابع) المعنون (الحياة الاجتماعية في آمد). يقدم فيه المؤلف معلومات تاريخية نادرة، وربما غير مسبوقة عن السريان والكلدان والأرمن والأكراد وأليزيديون، صرف مؤلفه جهداً وسنين طويلة في (لملمتها) وتجميعها من مصادر ومراجع نادرة أو شبه مفقودة، وقدمها في كتاب جميل يستحق أن يُقتنى.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company