كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
عمر معربوني
"الأمر لي"، هي العبارة الأكثر تناغمًا مع المرحلة القادمة والتي سيستخدمها الجيش السوري في عملياته البرية. أمّا بالنسبة لاستخدام روسيا لصواريخ "كاليبر" الجوالة، فإنه من غير المبرّر استغراب الأمر، حيث أنّ هذه الصواريخ البعيدة المدى والدقيقة في استهداف الأهداف، تحمل رأسًا حربيًا مدمرًا يتجاوز بوزنه وقدراته قنابل الطائرات.
قبل بدء العمليات العسكرية الروسية في سورية، كتبت في إحدى مقالاتي أنّ الصواريخ الجوالة المنطلقة من القطع البحرية الروسية ستكون ضمن الأسلحة التي سيتم استخدامها ومن اي مكان تتواجد فيه هذه القطع، وإطلاق صواريخ "كاليبر" من بحر قزوين وتحليقها ضمن خط مسار واضح ضمن المجالين الجويين الإيراني والعراقي هو تأكيد على مسرح العمليات الذي ستتحرك فيه القوات الروسية، وهو بمثابة الإعلان عن تحديد منطقة النفوذ الروسي المرتبطة بمسرح العمليات. كما أنّ استخدام الصواريخ الجوالة، رغم أنها أسلحة صاروخية، لا يخالف قرار مجلس الإتحاد الروسي بالسماح للرئيس بوتين باستخدام القوات الجوية والفضائية، كون هذه الصواريخ تعمل في اغلب مسارها على التحليق في مسارات تشبه مسارات الطائرات المقاتلة لتسقط على اهدافها في المرحلة الأخيرة كما لو انها صواريخ منطلقة من الطائرات الحربية.
مسألةٌ ثانية رسمت الطائرات الروسية معالمها، هي اختراق الأجواء التركية لمرتين عندما قصفت اهداف في ريف اللاذقية الشمالي رغم انه كان بإمكانها قصفها من الجهة السورية، وهي رسالة لأردوغان بضرورة الهدوء والكف عن تسهيل عمل الجماعات الإرهابية المسلحة عبر الأراضي التركية، وإعلام الأتراك أنّ حدود عمل القوات الجوية الروسية هي كل الاراضي السورية من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب.
أمرٌ آخر يجب ملاحظته هو أنّ القيادة السعودية حتى اللحظة لم تعلن مواقف واضحة من العمليات الجوية الروسية، سوى بعض التصريحات الخجولة، لمجموعة من الأسباب مرتبطة بوضع السعودية وتعقيداته العديدة، سواء التخبط في الحرب على اليمن او الاستنزاف المالي الذي تعيشه السعودية بنتيجة هذه الحرب.
في دمشق يسود الإرتياح اوساط المسؤولين السوريين من خلال الإستخدام الهادئ والمتوازن للعبارات التي تصف المرحلة وما سيليها لجهة بدء العمليات البرية التي ستكون اهدافها الأولى اعادة ربط المدن الكبرى ببعضها عبر شبكة الطرقات الرئيسية.
وإن كانت العملية البرية قد بدأت في ريف حماه الشمالي، فيجب أن لا ننسى أنّ حوامات الجيش العربي السوري ألقت مناشير تدعو أهالي الرستن وتلبيسة لمغادرة بقعة القتال، ضمن تدابير دقيقة حددتها قيادة الجيش لكيفية المغادرة مع ترافق الدعوة بالمغادرة باستهداف مقرات قيادة وعمليات ومستودعات للجماعات المسلحة وتجمعات وغيرها.
العملية البرية التي بدأت في ريف حماه الشمالي بدأت على ثلاثة محاور، وهي محور مورك لطمين وتاليا لطمين اللطامنة فكفرزيتا التي تعتبر معقلاً كبيراً واساسياً للجماعات المسلحة من الجهة الشمالية الشرقية، ومحور كفرنبودة الهبيط من الجهة الغربية الشمالية، ومحور حلفايا اللطامنة من الجهة الجنوبية الشرقية.
إنّ الإستخدام المكثف للضربات الجوية النوعية، وكذلك استخدام راجمات bm- 27 اوراغان توازياً مع تحضيرات واسعة لسلاح المدرعات وقوات النخبة المزودة بعربات دفع رباعي تحمل رشاشات ثقيلة وصواريخ مضادة للدروع، سيساعد في تحقيق اندفاعة سريعة لوحدات الجيش العربي السوري والوحدات الرديفة له.
هذه العملية ستكون بمثابة المؤشر على طبيعة المرحلة القادمة، وستعلن عن حجم التنسيق والتخطيط بين الجيش العربي السوري والقوات الروسية التي سيشارك بعض ضباطها حكمًا في ادارة العمليات البرية وخصوصاً ضباط من وحدة الإستطلاع الميداني لتوجيه وادارة العمليات الجوية، وكذلك وحدات القيادة والسيطرة المرتبطة بالطائرات دون طيار، اضافة الى وحدات من قسم الحرب الإلكترونية الروسية وهو أمر سيرفع من مستوى ادارة المعركة والسيطرة على مجرياتها.
العمليات البرية ستكون سمة المرحلة القادمة التي لن تطول كثيراً للعديد من الإعتبارات، خصوصاً في العمليات الأساسية المرتبطة بربط المدن الكبرى ببعضها، وهي:
1- الكثافة النارية والنوعية سواء من خلال الطائرات الروسية والسورية او من خلال الأسلحة الصاروخية البرية، وتحديداً راجمات اوراغان (bm – 27) وهي من فئة 220 ملم وتحتوي 16 انبوب اطلاق برأس حربي بعض انواعه فراغية يصل الى 100 كلغ من المواد شديدة الإنفجار، وكذلك راجمة سميرتش (bm -30) وهي تحتوي 12 انبوب اطلاق عيار 300 ملم متوسط وزن رؤوسها المتفجرة 240 كلغ، إضافةً الى تحشيد ما يقارب لواء دبابات ت- 72 وعربات bmb لتأمين اعلى مستوى من الحركة والمناورة بعد تحقيق عاملي الصدمة والرعب بفعل القوة النارية الكثيفة والنوعية.
2- إنكفاء الجماعات المسلحة وفقدانها لعامل المبادرة الميدانية نتيجة اتخاذها تدابير وقائية خوفاً من ضربات الطيران، ولجوئها الى تدبير الإنتشار والإحتماء بالمناطق السكنية ومن ضمنها المساجد لإتقاء ضربات الطيران.
3- تدني الروح المعنوية وإرادة القتال عند الجماعات المسلحة، وهو ما تشير اليه العديد من التقارير الواردة من مناطق سيطرة المسلحين وهي بالطبع تقارير استخباراتية تؤكدها شهادات لمواطنين غادروا مناطق سيطرة المسلحين، وهو عامل هام واساسي سيشكل احد عناصر الإنهيارات المتتالية في صفوف الجماعات المسلحة.
إنّ العملية البرية التي بدأت في ريف حماه الشمالي ستكون بداية لعمليات لاحقة ستمتد الى حلب ومنها عبر خان شيخون ومعرة النعمان جنوباً من ريف حماه ومن خان طومان والزربة شمالاً من ريف حلب الجنوبي، هذه العملية، التي إن نجحت وبسرعة ستكون بمثابة اعلان لمعركة حاسمة باتجاه جسر الشغور وادلب وكذلك اريحا، ستؤمن ميمنة وحدات الجيش العربي السوري العاملة في سهل الغاب في المرحلة الأولى، لتشكل في المرحلة الثانية ما اشرنا اليه بخصوص حلب وكذلك بالنسبة لمناطق انتشار المسلحين في الريف الشمالي لمدينة اللاذقية على امتداد كل خطوط الإنتشار، وهو ما يمكن ان يترافق مع عملية برية في تلبيسة والرستن قريباً وكذلك الأمر فيما يخص تدمر، وهي عمليات ان حصلت في مدة زمنية واحدة ستؤدي الى ارباك الجماعات المسلحة وحرمانها من عامل المناورة والحركة، وان كنت اميل الى أنّ العمليات البرية ستكون على جبهة واحدة والتركيز عليها ومن ثم الإنتقال الى جبهة اخرى دون إغفال عامل إشعال اكثر من جبهة لإشغال الجماعات المسلحة والتأثير في جهدها ومعنوياتها.
*ضابط سابق (خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية).
بيروت برس
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company