كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
بدت سنة2011 عادية على السوريين، فتبادلوا التهاني والتبريكات بحلول السنة الجديدة واحتفلوا كباقي السنين . إلا أن ما أخفته تلك السنة لم يكن متوقعاً أبداً، رصاص ودماء وانفجارات وعمليات خطف متبادل كانت الأبرز منذ الشهر الثالث وحتى اليوم .
منذ اندلاع التظاهرات في تونس ومصر وليبيا وما سمي ب"الربيع العربي" كان من المستبعد أن تصل تلك الموجة إلى الأراضي السورية, فكل المؤشرات الاقتصادية تشير إلى تقدم سورية باتجاه الأفضل, حيث استطاعت كأول بلد نامٍ, أو مما يسمى ببلدان العالم الثالث سداد ديونها بالكامل . إلا أن أحداث الشهر الثالث كانت غير متوقعة, عندما بدأت الاحتجاجات في محافظة درعا على خلفية عبارات مناهضة للدولة كتبت على الجدران, قامت قوى الأمن على إثرها بحملة اعتقالات طالت بعض الأطفال, كما ادعى المتظاهرون في درعا آنذاك
تحولت تلك الاحتجاجات إلى شتباكات بين عناصر الأمن والمتظاهرين بالحجارة وقنابل الغاز والرصاص أحياناً, ما أوقع عدداً من القتلى في صفوف المتظاهرين الذين كانت أعدادهم تتزايد مع سقوط المزيد من القتلى, سرعان ما تحولت الحركة الاحتجاجية إلى عصيان في وسط المدينة, وبالأخص الجامع العمري الذي كان منطلقاً للمظاهرات .
حتى ذلك اليوم كانت الاحتجاجات مجرّد تحرك شعبي طالب فيه المتظاهرون بمكافحة الفساد وتغيير بعض القوانين التي تحدّ من الحرية, كقانون الطوارئ الذي كان سارياً منذ ما يقارب الأربعين عاماً .فأعلنت الدولة أن مطالب المتظاهرين محقة, وسيتم معالجتها .
انقسم الشعب السوري حينها بين مؤيد للاحتجاجات وبين معارض لها, إلا أن ذلك الانقسام لم يكن على أسس طائفية أو مذهبية أو قومية, بل كان حسب الرأي الشخصي لكل فرد وحسب رؤيته لمستقبل تلك الأحداث . استمر الوضع على ما هو عليه حتى دخلت قنوات إخبارية أبرزها خليجية تنطق باسم مذهب واحد في الأحداث, وعملت على تأجيج الناس ونشر أخبار نقلاً عن شهود عيان مجهولين .
إلا أن التحول الجوهري في الصراع السوري كان بخروج رجل على قناة دينية تعمل على محاربة الشيعة وعقيدتهم, وهو الشيخ عدنان العرعور الذي قال عبارته إن " الجيش النصيري يقتل أهل السنة في درعا " والتي حولت الأحداث من احتجاجات بين مواطنين سوريين وبين قوى الأمن إلى حرب طائفية قذرة .
انتقد معارضون كلام الشيخ ووصفه الجيش السوري بالنصيرين, باعتبار إن الخدمة العسكرية إلزامية على كل أفراد الشعب السوري, وليست مقتصرة على فئة دون أخرى . فيما قال مؤيدون للشيخ الذين أنشأ ما يسمى بالتنسيقيات في كل منطقة يخرج فيها مظاهرات, إن من كان يقود الحملة على درعا كانوا ضباطاً علويين .
لم تمر أسابيع على ظهوره وقيادته للتحركات ضد الدولة السورية عبر برنامج مباشر له يبث مساء كل يوم خميس على قناة وصال الوهابية ليحث أتباعه على التظاهر في يوم الجمعة, حتى انتشرت عمليات الخطف على أسس مذهبية واستبيحت دماء كل من يعمل مع الدولة, سواء عسكريين أو مدنيين تحت مصطلح " عوايني " أي مخبر لصالح الدولة, وهو ما تسبب بمقتل عدد كبير لمجرد الاشتباه بهم .
تلك الحوادث وبعض التصريحات التي كانت تهدد أقليات في سورية من قبل شخصيات معارضة تسببت بوقوف معظم الأقليات الدينية في سورية في صف الدولة باعتبارها الضامن الوحيد لبقائها ضمن التشكيل السوري الذي كان يضرب به المثل في العالم . فطالما افتخرت سورية بوحدتها الوطنية وتعايشها المشترك بين جميع الطوائف والمذاهب والديانات فيها .
ًالإدعاءات التي أطلقتها قنوات تلفزيونية وبعض رجالات الدين الوهابيين وآخرين من الإخوان المسلمين ضد الدولة السورية وتسميتها بالدولة العلوية, وأحيانا بالنصيرية, وحتى بالصفوية, دفعت بعض الشباب المتشدد من دول الجوار ومن الخليج العربي للقدوم إلى سورية للقتال, وهو ما زاد الاحتقان الطائفي ودفع البلاد إلى مزيد من الدماء والاقتتال والخطف والخطف المتبادل, وأصبح مشهد الجثث على جوانب الطرقات مشهداً عادياً ويومياً في المناطق الساخنة وبدأت تتشكل معالم ظهور تنظيمات مسلحة طائفية تقوم على القتل والخطف على أسس مذهبية, وتقوم بتطهير مذهبي للمناطق التي تسيطر عليها حتى باتت تلك المنظمات تشكل البنيان الأساسي لما يسمى اليوم قوات المعارضة السورية, أو كما تسميها أمريكا المعارضة المعتدلة
فتنظيمات وهابية كتنظيم "جيش الإسلام " وأخرى إخوانية أمثال " جبهة النصرة " و " أحرار الشام " والتي بدأت على شكل عصابات تعمل على القتل والخطف على أسس طائفية, أصبحت اليوم تشكل القوى الأبرز للجماعات التي تقاتل الجيش السوري اليوم, بالإضافة لتنظيم "داعش" الذي يكفر كل من لا يقف معه وينطوي تحت جناحيه .
معارضون يتهمون الحكومة السورية بالمسؤولية عن وصول الثورة السورية إلى ما وصلت إليه, متهمين الحكومة بالاستعانة بميليشيات عراقية شيعية ك"حركة النجباء" و" عصائب أهل الحق" و " لواء أبا الفضل العباس " بالإضافة لحزب الله اللبناني, ومؤخراً بقوات إيرانية
الحكومة السورية وعلى لسان وزير خارجيتها وليد المعلم ردت على تلك الاتهامات بأن دخول تلك المنظمات والقوات جاء بعد موافقة الحكومة السورية الشرعية المعترف بها دولياً, وأنها ستغادر البلاد فور طلب الحكومة منها ،أما المقاتلين الأجانب الذين يتسللون عبر الحدود فهم إرهابيون .
خمس سنوات عجاف مرت على سورية, حولت مستقبل شعبها إلى الأبد ورسمت مستقبلاً مجهولاً للمنطقة برمتها ،فهل ستلوح نهايتها في الأفق قريباً ؟
جعفر الجولاني - انباء اسيا
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company