كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
كيف نفهم تسريبات أمريكية قالت جازمة إن مصر والإمارات تقفان وراء سلسلتين من الغارات الجوية على مواقع في العاصمة الليبية طرابلس؟. وفي أي سياق نستطيع أن نضع تسريبات كهذه التزمت الإدارة الأمريكية حيالها اللاتعليق، لا نفياً ولا تأكيداً، وهو «لا تعليق» أقرب إلى الرضا منه إلى «التنديد» الذي قيل إن واشنطن عبّرت عنه ومعها كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا؟ على ذمة التسريبات التي كانت قنواتها كل من صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية و«بي بي سي» البريطانية فإن الولايات المتحدة «فوجئت بالغارات» واعتبرتها «غير بناءة» وتندرج في إطار «تدخل خارجي في شؤون ليبيا يضاعف الأزمة والانقسامات فيها». .. من هنا بإمكاننا أن نتخيل كم هي واسعة ذمة «نيويورك تايمز» و«بي بي سي» اللتين تروجان اليوم لأمريكا ودول «ناتو» باعتبارها دولاً «يهمها مصلحة ليبيا واستقرارها وأمن شعبها»، «وباعتبار أن من يستهدف ليبيا «هم أشقاؤها العرب» وبالطريقة نفسها التي أقدمت عليها تلك الدول قبل نحو أربع سنوات، وبالتالي «لا عتب عليها ما دام الشقيق العربي يرتكب الفعل نفسه» أي الغارات الجوية. أما الاعتراض الأمريكي - في حال صدقت التسريبات بأن واشنطن لا علم لها بالغارات - فهو يأتي هنا فقط من هذا الباب أي باب اللاعلم الأمريكي بها. وكان مراقبون فسروا ذلك «اللاعلم» بأنه يعكس اتساع حجم الهوة بين الولايات المتحدة ومصر. أما أغلبية المراقبين فلا تصدق بأن الغارات المصرية - الإماراتية على طرابلس تمت على مستوى الدولتين فقط – مصر والإمارات – من دون علم أمريكا أو من دون التنسيق مع أطراف أخرى إقليمية أو دولية. وتأكيداً لذلك يشير هؤلاء المراقبون إلى رد الفعل الأمريكي الباهت، فيما المفترض أن يكون غاضباً باعتبار أن الساحة العربية تحولت إلى مرتع أمريكي – إسرائيلي ممنوع الاتيان بأي فعل أو تحرك فيها من دون إشارة من الإصبع الأمريكي. البعض يسأل حول ما إذا كان للتسريبات الأمريكية علاقة زمنية مع مؤتمر الجوار الليبي الذي عقد في القاهرة أمس الأول وخلص إلى رأي غالب وراء الكواليس -حسب التسريبات- بين دول الجوار الست «مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، تشاد والسودان» بأن التدخل العسكري هو خيار لا بد منه في ظل ضعف احتمالات نجاح الحل السياسي.. من هنا نسأل: هل التسريبات الأمريكية بكشف هوية الطائرات التي قصفت طرابلس خلال الأسبوع الماضي هي نوع من التمهيد لهذا التدخل، وأن يكون تدخلاً موسعاً يتعدى طرابلس، وربما يتعدى ليبيا نفسها؟ باعتبار أن الحلف الذي تريد واشنطن تشكيله لمحاربة الإرهاب «الذي يمثله صنيعها داعش في المنطقة» لا بد أن يضم دولاً عربية محددة سلفاً ومعروفة وممن تقول واشنطن عنها إنها حلفاؤها في المنطقة.. كل شي وارد في هذه المرحلة من المؤامرة الأمريكية لتقسيم المنطقة. وبالعودة إلى مؤتمر الجوار الليبي لنلاحظ الانطباعات التي رافقت أجواءه وهي انطباعات متشائمة جداً برزت في التصريحات التي أعقبت المؤتمر وبدا معها أن ذلك المؤتمر لزوم ما لا يلزم، وأن البيان الذي صدر في ختامه ودعا إلى «نزع متدرج لسلاح الميليشيات وتعزيز الحوار والمصالحة ونبذ العنف والتعهد بمساعدة الحكومة والمؤسسات الليبية الشرعية ومساندتها في تامين وضبط الحدود» تحصيل حاصل، وأن التدخل العسكري قادم وأقرب مما نتوقع. لنعد هنا التذكير بما قاله محمد بوصيري ـ المستشار السياسي للجيش الوطني الليبي ـ في تصريحات لصحيفة «العرب» اللندنية حول أن مبادرة جمع السلاح التي تقدمت بها مصر لن تؤتي ثمارها لأن مصر تعتقد أنها تتعامل مع وضع مثالي. ويرى بوصيري أن التدخل العسكري هو بمنزلة الخطة «ب» التي مهّد لها مؤتمر الجوار الليبي، إذ إن فكرة استدعاء قوات أجنبية مجدداً ستلقى رفضاً مطلقاً من الليبيين، أما استدعاء دول الجوار - وخصوصاً العربية - للتدخل فقد تكون فكرة أكثر قبولاً. ويشير بوصيري إلى أن البرلمان الليبي قد يتخذ في الأيام القليلة المقبلة قراراً يطلب فيه من دول الجوار التدخل لحماية «وحدة ليبيا وأمن وسلامة مواطنيها من خطر المجموعات المسلحة». ولم يتطرّق بوصيري إلى أن البرلمان الليبي سبق وطلب تدخل «ناتو» مجدداً لكنه قوبل بالرفض، فهل يبرر البرلمان الليبي طلب التدخل العسكري من دول الجوار برفض «ناتو» ذلك أن ليبيا غير قادرة بالمطلق على هزيمة الميليشيات المسلحة التي تتناسل وتتوالد وتتسع وتنتشر على طول الأرض الليبية وتفيض على دول الجوار سلاحاً ومسلحين؟ في كل ما سبق تغيب «الجامعة العربية» وعربانها الذين تسابقوا عام 2011 «لتشريع» ضرب ليبيا من «ناتو» ثم إغراقها بالسلاح والمسلحين، واليوم يتسابق «عرب الجامعة» ويتناحرون على من يحق له ضرب ليبيا بدلاً من أن يستدركوا ويتكاتفوا ويسابقوا الزمن لحل أزمتها، وبدلاً من أن يحاسبوا أنفسهم لأن التفريط بليبيا وضياعها وسقوطها في أتون الإرهاب كان بغطاء ثم بمشاركة منهم.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company