نيويورك تايمز”: أراد الأكراد حكماً ذاتياً في سوريا.. فحصلوا على حرب لا نهاية لها
حلم أكراد شمال شرق سوريا بإقامة مدينة فاضلة مستقلة ومتعددة الأعراق ومتساوية بين الجنسين، وبدلاً من ذلك، كان قطاعهم الذي يسعى للانفصال غارقاً في الصراعات منذ إنشائه.
بعد الهجوم الأخير لتنظيم “داعش” على سجن الحسكة، اعتبر الهجوم على أنه علامة على عودة التنظيم، ولكن بعد أيام من نهاية العمليات العسكرية في السجن التي شنتها “قسد” والولايات المتحدة، نفذت الأخيرة عملية إنزال عسكري انتهت بمقتل زعيم تنظيم “داعش” أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.
بايدن وفي إعلانه عن العملية التي وصفها بـ”الناجحة”، خص “قسد” بالثناء وصفها بـ “الشركاء الأساسيين”، ومع ذلك فإن الأكراد يواجهون مستقبلاً محفوفاً بالمخاطر.
غزت تركيا، التي حاربت المسلحين الأكراد منذ عقود، المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا لإبعادها عن الحدود. تركيا تعتبر “قسد” تهديداً أمنياً بسبب صلاتها بحركة العصابات الكردية التي تقاتل ضد الدولة التركية منذ عقود.
تمت الموافقة على العملية من قبل الرئيس دونالد ترامب، الذي سحب القوات الأمريكية من بعض المناطق التي تخضع للأكراد بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما سمح للأخير بتحريك مسلحيه السوريين عسكرياً نحو مناطقهم.
ويرتبط أكراد العراق بعلاقات اقتصادية وثيقة مع تركيا، وفي الشهر الماضي أغلق الحزب الكردي المهيمن في العراق حدود إقليم كردستان العراق مع المنطقة التي يقودها الأكراد في سوريا، وقد ترك ذلك المحلات التجارية في الجانب السوري خالية من السكر والمواد الأساسية الأخرى كالبنزين الذي انتظرته الناس في طوابير طويلة على محطات الوقود.
ألقى مظلوم كوباني، قائد قوات أمن الأكراد في المنطقة، باللوم على الضغوط التركية في إغلاق العراقيين للحدود، وقال عن جيرانه الأكراد العراقيين: “كلانا كردي وعلينا أن نساعد بعضنا البعض، لكن لديهم مصالح مع تركيا”.
ولكن بعد هجوم “داعش” على السجن في الحسكة، اعتبر كوباني أن الوجود الأمريكي في مناطقهم يجب توسيعه: ” لم يعد يكفي وجود 700 جندي أمريكي فقط، إننا بحاجة إلى المزيد من القوات الأمريكية”.
يتوهم الأكراد السوريون قليلاً بأنهم يمكنهم الاعتماد على الولايات المتحدة لحمايتهم على المدى الطويل، والشيء الوحيد المؤكد في هذه الزاوية من سوريا هو أن مستقبلها يعتمد بالكامل تقريباً على قوى خارجية.
وكالة اوقات الشام