عشرات الشهداء ومئات الجرحى في غزة ومطالبات دولية بوضع حد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي
عشرات الشهداء ومئات الجرحى حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي والذي استهدف البنى التحتية ومنازل الفلسطينيين وممتلكاتهم ومازالت ألسنة الدخان تتصاعد من مختلف مناطق القطاع التي تتعرض لقصف همجي مكثف من طيران الاحتلال ومدفعيته فيما يكتفي المجتمع الدولي بإدانة العدوان دون أن يحرك ساكناً لوقفه.
وأفاد مراسل سانا في قطاع غزة بأن سماع دوي الانفجارات الناتجة عن الغارات على القطاع كان يتواصل خلال اليومين الماضيين في كل ساعة من شماله إلى جنوبه ما أدى إلى دمار كبير وزاد من معاناة أهالي القطاع وعن ذلك يروي وليد أبو قايدة تفاصيل واحدة من أبشع الجرائم التي حولت فرحهم بزفاف شقيقه أكرم إلى مأتم جراء استهداف طيران الاحتلال سيارة كانت تقل والدته وأخواته في بيت حانون شمال القطاع لإتمام مراسم الزفاف وإحضار العروس إلى بيت الزوجية ما أدى لاستشهاد والدته نعامة أبو قايدة 62 عاماً على الفور وإصابة عدد من ذويه.
ويضيف وليد: الاحتلال لم يغير عادته في تنغيص أفراحنا وحول اليوم فرحنا إلى مأساة فبدلاً من أن يعود أفراد عائلتي برفقة العروس للاحتفال انقلبت الأجواء إلى مأتم وعزاء وبدأنا نتلقى التعازي باستشهاد والدتنا لافتاً إلى أن جرائم الاحتلال لم تتوقف عند هذا الحد فقد استهدف المنازل وتجمعات للأطفال في مناطق متفرقة من القطاع ما أدى لاستشهاد ستة أطفال وإصابة آخرين.
من جهته أوضح مدير مستشفى العودة في قطاع غزة أحمد مهنا أنه أمام المشهد المتصاعد من عدوان الاحتلال واكتظاظ المستشفيات بالشهداء والجرحى فإن المرافق الطبية تعيش أزمة وكارثة صحية نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية ما يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لإنقاذ الجرحى.
وأكد مهنا أن الوضع الصحي في مستشفيات القطاع كارثي وتم إيقاف عمل العيادات الخارجية عقب اكتظاظ الأسرة بالجرحى وهناك العشرات منهم بحاجة لعمليات جراحية عاجلة ولا تتوفر الإمكانيات الطبية لذلك علاوة على الانقطاع المتواصل للكهرباء نتيجة توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل بعد نفاد الوقود إثر تشديد الاحتلال حصاره ومنعه إدخال الوقود ما تسبب بضغوط كبيرة على الكوادر الطبية التي تعمل بكامل طاقتها لإنقاذ حياة الجرحى.
الرئاسة الفلسطينية أوضحت في بيان أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على قطاع غزة ويهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها ما أدى إلى استشهاد أطفال ونساء وعائلات بأكملها كما يواصل اعتداءاته على جنين وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية ما يتطلب من الدول الداعمة له وقف ذلك ومن المجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف العدوان وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وتواصلت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة بالعدوان الإسرائيلي فيما أعلن مجلس الأمن الدولي عقد جلسة مغلقة غداً لبحث العدوان حيث أعربت الخارجية الروسية عن القلق العميق إزاء التطورات في قطاع غزة مؤكدة موقف موسكو الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على خط الرابع من حزيران لعام 1967 على أساس قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أدان عدوان الاحتلال مؤكداً أن جرائمه تكشف طبيعته العدوانية وستدفعه إلى المزيد من الانهيار مثمناً صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني المستمرة ضد الاحتلال.
ودعا وزير الخارجية الإيرلندي سيمون كوفيني إلى وقف فوري للعدوان وقال: نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد في غزة ومحيطها وتأثير الضربات الإسرائيلية وندعو إلى وقف التصعيد وحماية المدنيين وهو التزام بموجب القانون الدولي فيما أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور وينيسلاند عن قلقه العميق حيال التطورات في القطاع محذراً من أن التصعيد خطير جداً.
وعربياً أكدت سورية استمرار دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني محملة كيان الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التصعيد في قطاع غزة ومطالبة بمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين الذين اعتادوا ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية داعية كل الفلسطينيين إلى وحدة الصف والقرار على الصعيد الوطني وأمام المجتمع الدولي من أجل مواجهة هذه الاعتداءات الإسرائيلية وحشد الجهود والدعم لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي المستمر.
سانا