ما دام الناس في عسر مادي شديد، والموظفون في ضيق أليم، والشتاء قد حل في ربوعنا بلياليه الباردة، والمنازل خالية من المازوت، لضعف المواطنين أمام أسعاره، نقترح والحال هذه على المصارف الوطنية -والخاصة إذا رغبت- أن تمنح قروضا ميسَّرة وبسيطة للمواطنين عموماً وللموظفين خصوصاً، مقدارها 75 ألف ليرة سورية فقط لا غير، ودون فوائد أو بفائدة 2%، ليتمكن المواطنون من قضاء شتاء من دون ارتجاف أو آلام نفسية حادة من جرَّاء إصابة أطفالهم بأمراض مزمنة نتيجة البارد القارس الذي ينخر العظام. فاليوم -وكما تعرفون- المواطن ذو الدخل المحدود لا يستطيع شراء 100 لتر من المازوت، وهو يحتاج ما بين 400-600 لتر للتدفئة فقط، خلال فصل الشتاء إن لم يكن أكثر، وهو بالتأكيد غير قادر على توفير ثمنها من راتبه الشهري، الذي بالكاد يكفيه للأسبوع الأول من الشهر فقط. ما يعني أنه بحاجة لمعونة مالية يؤمن بها مازوت التدفئة لأسرته وأطفاله، وللمصارف العامة والخاصة دور كبير في هذا المجال -كما نرى- يعين المواطن على شدته، وينشط الدورة المالية في البلد، فالقرض الذي يمنحه المصرف للمواطن، سيُصرف في السوق المحلية، ما يعني بصيغة أخرى كسر جمود الحركة الاقتصادية شبه المسيطرة على أسواقنا. قولاً واحداً: (قرض للتدفئة) هو اليوم مطلب جماهيري، حبذا لو تعمل المصارف أو الجهات الرسمية على تحقيقه.

الوطن