بزنس

900 مليار ليرة لإعادة وتجهيز المنشآت السياحية المتضررة وزير السياحة : نعمل مع الشركاء لإعادة إعمار القطاع السياحي ودفع عملية التنمية

تشرين


تعد السياحة في سورية من أهم مصادر الدخل القومي للبلاد، وتتميز سورية بوفرة في المواقع السياحية على اختلاف أنواعها التي تنتشر على جغرافية سورية، وللاطلاع أكثر على واقع السياحة السورية خلال الفترة الماضية من عمر الأزمة وخطة الوزارة المستقبلية في إعادة إعمار وتأهيل القطاع السياحي التقت صحيفة «تشرين» وزير السياحة المهندس بشر يازجي. وقال وزير السياحة إن الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات للنهوض بالقطاع السياحي من خلال التركيز على السياحة الداخلية والسياحة الدينية لتنمية الطلب عليها ولتحقيق العوائد الاقتصادية والاجتماعية بالتزامن مع إقامة فعاليات لتنشيطها وتم إطلاق «مبادرة أنتمي» الوطنية لإفساح المجال للمغتربين السوريين ولكل المعنيين في العالم من محبّي التراث للتعبير عن دعمهم لسورية وتصحيح الصورة الحضارية لها في الخارج ودعم التراث الإنساني ومقومات السياحة في سورية، كذلك تنظيم فعالية يوم السياحة السوري في عدة دول حول العالم وتطوير أدوات الترويج لتتلاءم مع التكنولوجيا الحديثة، وتنفيذ فواصل إعلانية لمناطق سياحية متميزة والاعتماد على التسويق الإلكتروني عبر إطلاق حسابات للوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي وإعداد الدليل السوري للسائح والمستثمر والتواصل مع بعض المؤسسات الدولية المعنية بالسياحة للمساهمة في إعادة إعمار وترميم المواقع السياحية، كما تم إطلاق مبادرة عالمية بعنوان (كن مسافراً مسؤولاً) تلتقي بجوهرها مع (مبادرة أنتمي) في حماية التراث السوري، وتم توقيع عدة اتفاقيات لتطوير العمل السياحي وإدارة المواقع الأثرية وتطوير الحرف والصناعات التقليدية وتنمية المجتمعات المحلية وعرض مواقع جاذبة للاستثمار السياحي وإعداد البرامج التخطيطية التوظيفية لتلك المواقع حيث تحقق الجدوى الاقتصادية وأكبر عائد مادي للجهات المالكة… وقامت الوزارة خلال سنوات الأزمة بالعمل على إصدار حزمة من قرارات المجلس الأعلى للسياحة قدمت تسهيلات ومحفزات وإعفاءات للمستثمرين لتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي. ولفت يازجي إلى أن الوزارة تأخذ بالحسبان أهمية هذا السوق ومدى تأثيره في إعادة الحركة السياحية والاعتماد على السوق الداخلي، ووضعت خطة تتضمن تنفيذ ورعاية الأنشطة والفعاليات بهدف إشاعة الحيوية بين المواقع السياحية في مختلف المناطق، وتحفيز دور المكاتب السياحية لطرح برامج خاصة بالسياحة الداخلية، ومن ضمن خطط الوزارة دعم السياحة الشعبية من خلال تأهيل المتنزهات والحدائق العامة وتنظيم فعالية سياحية صغيرة لها. كما تم العمل على منتج السياحة الريفية لخلق منتج واعد منخفض التكاليف للسياحة الداخلية والخارجية، وتحقيق التنمية الشاملة للريف السوري من خلال إدماج العمل السياحي بالمجتمعات المحلية الريفية، وتم العمل على مجموعة من القرى السياحية وسيتم إطلاق معرض «ريفنا بركة» في محافظة اللاذقية الذي يقام برعاية السيد رئيس مجلس الوزراء، وتم طرح مواقع للاستثمار كشواطئ مفتوحة ومخيمات شاطئية حيث تتوافر فيها الخدمات الأساسية بأجور رمزية تندرج في إطار (سياحة منخفضة التكاليف)… وسبق للوزارة التعاقد على استثمار بعض المواقع كشواطئ مفتوحة في كل من محافظتي اللاذقية وطرطوس.. ويتم تجهيز عدد من المواقع لعرضها للاستثمار السياحي بما يكفل دعم السياحة الشعبية والداخلية. كما أشار وزير السياحة إلى أن العمل جار وفق برامج وتدابير مبنية على أساس تطوير نوعي في المبادئ والأساليب لفتح الآفاق نحو مشاريع جديدة ونوعية في المرحلة القادمة مع الاستمرار في توظيف الاستثمارات السياحية عبر إعادة مسح وتقييم المواقع المؤهلة لطرحها للاستثمار السياحي وتصنيفها، وإعداد عدد من المواقع للاستثمار السياحي من النواحي القانونية والتخطيطية والتنظيمية والاقتصادية لطرحها كفرص استثمارية جديدة، ومباشرة إعداد مشاريع دفاتر الشروط والمواد والرسائل للترويج الاستثماري لها، وإعداد دراسات حول صيغ الاستثمار السياحي المتبعة وآفاق تطويرها لتلائم تحقيق الأهداف المستجدة في ظل الظروف الراهنة وتؤمن مناخاً استثمارياً إيجابياً وتشمل مواقع لمشاريع صغيرة ومتوسطة وأخرى لمشاريع سياحية كبيرة، وثالثة لمشاريع تطوير سياحي حيث تم التوجه نحو الاستثمارات السياحية الصغيرة كحل مرحلي لتنشيط الاستثمارات السياحية المتوسطة والكبيرة لاحقاً. والتشجيع على إقامة مشاريع الشواطئ المفتوحة والمخيمات والمتنزهات وزيادة منشآت المبيت واختيار المواقع المناسبة لإنشائها من خلال التخطيط للمواقع المطروحة للاستثمار السياحي سواء العائدة بملكيتها إلى وزارة السياحة أو إلى جهات عامة أخرى. ومن الفرص الاستثمارية القائمة حالياً التي تروج لها الوزارة في دمشق موقعان فندق الجلاء ومطعم ميسلون و5 مواقع في ريف دمشق وفي اللاذقية مطعم «طلة جبلة» و«صليب جبلة» ومشروع «أحلام الصيف» وفندق «الوردة الذهبية» وفندق «كسب السياحي» وفندق «برج السلام» وفندق «سما طرطوس» وفندق «الرحاب» وفندق «طرطوس» وموقعان في حمص فندق «الروابي» و«الصويري» و3 مواقع في السويداء وموقعان في حماة. وقال يازجي اعتمدت الوزارة عدة خطوات لتنشيط السياحة الداخلية من خلال تعريف المواطن السوري بمقومات المنتج السياحي والتراث الوطني واستكشاف إرثه الحضاري وقواعد السلوك السياحي والحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري وإحياء الموروث الشعبي،. وأكد وزير السياحة أن اعتماد نجاح خطة إعادة إعمار القطاع السياحي يعتمد على عدة عوامل منها التقدير الصحيح للموارد المادية والبشرية المتاحة، والتوثيق الدقيق للأضرار الناجمة عن الأعمال الإرهابية وحجم التمويل اللازمة لإعادة الإعمار، وعلى تطوير القوانين والتشريعات وحشد كل الإمكانات المتاحة للبناء واستعمالها بكفاءة، وتأمين البنى التحتية للمنشآت السياحية والمناطق السياحية المتضررة، حيث قامت الوزارة وبعد تحرير مدينة حلب بتنفيذ ورشة عمل بعنوان (حلب.. المسؤولية والتحدي) بالتشاركية مع كل الجهات المعنية والمنظمات الدولية بهدف توحيد الرؤى وتقييم الأضرار وتحديد أولويات التدخل والرؤية المستقبلية لمدينة حلب القديمة إضافة إلى تأمين بيئة مناسبة للعمل والنمو الاقتصادي وتأمين جهود إعادة إعمار حلب القديمة والدعم اللازم والمطلوب تقديمه من المنظمات الدولية. وبيّن يازجي عدداً من النشاطات التي تود القيام بها الوزارة خلال الفترة القادمة، حيث أعدت الوزارة مجموعة من الفعاليات، منها عدة مهرجانات كـ(القلعة والوادي في حمص، والتراث السوري والربيع في حماة، وصلنفة وكسب في اللاذقية، وصيف طرطوس والسويداء وصيدنايا ومعلولا وسوار الشام والسائح الصغير والمأكولات الدمشقية في دمشق، ومهرجان حلب وأغافي للنحت والفنون التشكيلية). كما تتم مواصلة العمل بمبادرة «جراحكم شفاء للوطن» انطلاقاً من دور الوزارة الاجتماعي تجاه جرحى الجيش وأسر الشهداء، وتقديراً لإنجازاتهم وما قدموه من تضحيات في سبيل الوطن، ومبادرة «بعيونكن أحلى»، ومشروع «سورية أجمل» بالتعاون مع المنظمات الشبابية، إضافة إلى تنفيذ ورعاية العديد من الأنشطة التي تسهم في تحسين صورة المنتج السياحي السوري وإظهاره بشكل سياحي جاذب، كزراعة الأشجار، تنظيف الجدران لإزالة التشوه البصري في بعض الأماكن المهمة، تنظيف مجرى نهر بردى.. وغيرها. وأشار الوزير يازجي إلى الأضرار التي تعرضت لها المنشآت السياحية العائدة للوزارة، فقد تعرّض بعضها لأضرار بالغة جداً كفندق كارلتون القلعة الذي تعرض لتدمير تام، وخان الشونة في حلب وفندق تدمر والوردة البيضاء في درعا، وقدرت قيمة الأضرار بـ8.689 مليارات ل.س، كما أن فندق تدمر السياحي يحتاج إعادة تأهيل، حيث تمت سرقة كل التجهيزات والمعدات، وتخريب كل المكونات والمرافق والإكساء.. كما تعرضت فنادق الشهباء في حلب وإيبلا في ريف دمشق وفندقي داماروز وشيراتون لأضرار محدودة، وتم إعداد خطط وتدابير تأهيل عاجلة لترميمها. أما بالنسبة للأضرار التي أصابت المنشآت السياحية العائدة للقطاع المشترك، مثل فندق سفير معلولا وشيراتون حلب وبصرى الشام وفرات الشام وسفير حمص فتحتاج إلى إعادة تأهيل، وقدّرت أضرارها مجتمعة بـ 3.654 مليارات ل.س، والوزارة تعمل من خلال ممثليها في مجالس إدارة الشركات المشتركة على وضع خطط لتدارك الأضرار والنهوض بواقع منشآتها واستثمارها وعائداتها، كما لحقت أضرار متباينة الحجم بعدد من المباني الإدارية والخدمية والتعليمية السياحية والمباني الإدارية والمدارس والمعاهد الفندقية، مراكز الاستعلامات السياحية، مراكز الشرطة السياحية في كل من درعا وحماة وحلب ودير الزور وإدلب والحسكة وحمص والقنيطرة وطرطوس، ومقدرة جميعها بـ319 مليون ليرة سورية، إضافة إلى تعرض عدد من الآليات الخاصة بالوزارة لأضرار بسبب الأعمال الإرهابية في محافظات دمشق ودرعا وحماة وإدلب ودير الزور والحسكة وحلب. وبيّن يازجي حجم الأضرار الكلي الذي تعرضت له المنشآت السياحية، حيث بلغ عدد المنشآت السياحية الإجمالية «في الخدمة وقيد التنفيذ» والمتضررة نتيجة الأعمال الإرهابية 64 منشأة سياحية «فنادق، مطاعم» أصابتها أضرار صنفت كدمار كامل أو جزئي أو طفيف، منها 412 منشأة داخل الخدمة و52 منشأة قيد التنفيذ، ومن الصعوبة تقدير التكلفة الحقيقية لقيمة الضرر بسبب طبيعة تجهيزات المنشآت السياحية وتراوحها بين منشآت من مستوى خمس نجوم إلى مستوى نجمة، إضافة إلى نوعية المنشأة إن كانت مبنى أثرياً أو حديثاً، مع العلم أنه تم تقدير التكلفة الإجمالية لإعادة البناء والتجهيز والجاهزية للتشغيل لتلك المنشآت بـ 900 مليار ل.س. وأشار يازجي إلى أن وزارة السياحية أعدّت نواظم وأسساً للنهوض بالقطاع السياحي، وإحداث مدن ومناطق سياحية من خلال تطوير عدد من المناطق (المرفأ القديم، المدينة السياحية «اللازورد- برج إسلام») بالتعاون مع الجهات المعنية، وإعداد دراسة تخطيطية وتنظيمية لمنطقة جنوب اللاذقية كمدينة سياحية متكاملة، إضافة لتنظيم معارض للمشاريع السياحية الخاصة لخلق فرص للشراكة بين المستثمرين ورجال الأعمال والجهات التي تمتلك صناديق استثمارية بما يسهم في إقلاع هذه المشاريع وإتاحة الفرصة أمام المستثمرين لتمويل مشاريعهم، وتم وضع خطة العمل والأسس القانونية والمالية لدعم المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة بهدف تنمية الريف ورفع دخل الأسر الريفية في إطار عمل حكومي شامل ومتكامل ومعالجة أوضاع المواقع السياحية لتحسين الخدمات في المنشآت السياحية بما يسهم في تحقيق عوائد لخزينة الدولة من خلال تحصيل رسم الإنفاق السياحي بشكل واقعي وحقيقي وتنظيم المنشآت السياحية غير المؤهلة بضمان جودة المحيط السياحي لتحسين البنية التحتية والاهتمام بتنظيم المهن السياحية وأنشطة وخدمات وكالات وشركات السياحة والسفر ومواقع العمل السياحي الأخرى ومهنة الإرشاد السياحي. وتم إعداد خطة ترويجية لإعادة الثقة في الوجهة السياحية السورية في دول العالم ولاسيما الأسواق الخارجية الرئيسة بالنسبة لسورية والتوجه نحو أسواق جديدة في عملية الترويج السياحي والتركيز على أسواق المغتربين وتحضير المنتج السياحي المناسب لها، والترويج الإلكتروني للوصول السهل والمنخفض التكاليف والتركيز على سوق السياحة الداخلية ودعم دور القطاع الخاص والشركة السورية للسياحة، ويتم العمل مع العديد من الشركاء لإعادة إعمار القطاع السياحي ودفع عملية التنمية السياحية ضمن استراتيجية تنموية تعتمد على مبدأ المشاركة الفعلية في القرار والتنفيذ.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=9&id=13486