بزنس

حمضيات الساحل بانتظار خطوات تسويقية!

الوطن


بات موسم جني الحمضيات في الساحل السوري قاب قوسين أو أدنى، لتسبقه هموم الفلاحين الناجمة عن مشكلة عثرات تسويق هذه المادة التي تعتبر مشاكلها من المشاكل الكبيرة والمزمنة في الساحل السوري، هذه المشاكل وبدلاً من فنائها واندثارها أصبحت في حالة تفاقم وتزايد موسم تلو الآخر بدءاً بارتفاع أسعار مستلزمات إنتاجه من أدوية وسماد وما شابه مروراً بأسعار اليد العاملة وأجور النقل، وأسعار العبوات التي أصبحت تباع للفلاح بناء على سعر الدولار، وانتهاء بعدم وجود أسواق للتصريف هذه العثرات التي أضيف إليها العام الحالي تأثيرات غضب الطبيعة من حيث قلة المياه التي انعكست على تدني كمية الإنتاج ونوعيته وخاصة البساتين التي لم يتمكن أصحابها من توفير المياه لريها، لأن الحمضيات وبشكل عام تتطلب كل أسبوعين رية وافرة، وواقع الحال لم يمكن أغلبية الفلاحين من تأمين أكثر من رية أو ريتين لأراضيهم والموفق منهم ثلاث ريات فقط، وهذه الأمور مجتمعة معالجتها تتطلب من الحكومة جهوداً جدية فاعلة لتذليل الصعوبات كافة، بعيداً عن الجهود التي تبذل ضمن حدود الاجتماعات التي لم تقدم حتى الآن أي حل يذكر وينتهي مفعولها بعد الخروج من قاعات الاجتماعات، ليبقى الفلاح نهاية المطاف رهينة تجار سوق الهال الذين يحددون الأسعار وفق مصلحتهم ليذهب ربح وجهد الفلاح لهم. واستباقاً لهذه الحالة وقبل بدء موسم الجني وتداركاً لإشكالات المواسم الماضية عقدت الأسرة الزراعية الأسبوع الماضي اجتماعاً في مبنى اتحاد فلاحي اللاذقية بحضور الجهات المعنية كافة ترأسه محافظ اللاذقية ومدير عام مؤسسة الخزن والتسويق، تم خلاله بحث مشكلة تسويق موسم الحمضيات الذي انخفض إنتاجه العام الحالي نحو 200 طن عن العام الماضي، ففي حين كان إنتاج حمضيات الموسم الماضي نحو مليون و200 طن، انخفض الموسم الحالي فلم يصل تقدير الكمية إلى مليون طن، منها 718، 449 طنا في اللاذقية، و228 ألف طن في طرطوس، كما بحث المجتمعون ضرورة رفع الظلم عن هذه الفاكهة المظلومة، ووضع تسعيرة لكل أصناف الحمضيات بعيداً عن التسعيرة التي يفرضها التجار. وقد نتج عن الاجتماع تعهد المؤسسة العامة للخزن والتسويق بتسويق نحو 100 ألف طن، وهي كمية لا تشكل شيئاً أمام الإنتاج الذي يقارب المليون طن، ما يجعل المشكلة التسويقية قائمة دون أن يقف شيء بطريقها، كما خرج بمقترح يرفع إلى الجهات المركزية للمطالبة بعقد مؤتمر سنوي خاص بالحمضيات برعاية رئيس مجلس الوزراء وذلك لتذليل عثرات إنتاج المادة وإيجاد حلول فعلية تلامس الواقع، كما خرج باقتراح تسعيرة تأشيرية لأصناف الحمضيات تعتمدها مؤسسة الخزن والتسويق لدى تسويقها المنتج من أرض المزارع والتي حددت على الشكل التالي: حامض بأنواعه 40-50ل.س، يافاوي 40-45ل.س، أبو صرة 40-50ل.س، بلانسيا 40-50ل.س بلدي 30-35ل.س، ساتسوما 30-40 ل.س، كلمنتين فرنسي وبلدي 40-50ل.س، كريفون بأنواعه 25-35ل.س، أبو ميلو 40-50ل.س. وكان محافظ اللاذقية أحمد شيخ عبد القادر قد أكد بداية الاجتماع ضرورة إيجاد الحلول التسويقية لمنتج الحمضيات للموسم الحالي مع مراعاة تأمين المنتج للمستهلك بأسعار معقولة ومقبولة، مشيراً إلى أنه أصبح هناك فجوة بين الاجتماعات التي تعقد والواقع العمالي والفلاحي، فهؤلاء ما يهمهم من الاجتماعات التي تعقد النتائج التي يتم إقرارها بما يخدم منتجهم ويذلل صعوباته، ورداً على مطلب إنشاء معمل للعصائر قال سنبحث إمكانية إنشاء معمل عصائر لكن هناك صعوبة بافتتاحه لكون المنتج الإجمالي للساحل السوري لا يتيح المجال لتشغيل المعمل أكثر من 100 يوم في السنة، لكن سنسعى لذلك فإشعال شمعة خير من الظلام. ولفت مدير عام مؤسسة الخزن والتسويق حسن مخلوف إلى أن المؤسسة ستعمل وبشكل فعال لإيصال المزارع إلى حقه من خلال المشاركة بتسويق الحمضيات وفق الإمكانيات المتاحة وبكمية تقدر مبدئياً بـ100 ألف طن يمكن زيادتها، وبربح 100% للمزارع بعد حساب الكلفة التقديرية للكغ الواحد والتي قدرت بين 13-15 ليرة سورية، موضحاً أن عملية التسويق من المؤسسة ستقتصر على تسويق منتج الأراضي ذات الحيازات الصغيرة، لافتاً إلى ضرورة البحث عن أسواق خارجية بدعم من المصدرين لأن الإنتاج كبير ويتطلب تضافر الجهود وإمكانيات المؤسسة محدودة لا تفي الحاجة. بينما أوضح عضو مجلس اتحاد المصدرين من قطاع الثروة النباتية إياد محمد أن اتحاد المصدرين يولي اهتماماً كبيراً للحمضيات وهناك سعي ملحوظ هذا العام لفتح أسواق تصريف خارجية جديدة.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=9&id=1713