فريـش

طالب سوري يكسب قضية ضد جامعة ألمانيّة فصلته لأسباب عنصرية

وكالة اوقات الشام


استطاع طالب ماجستير سوري من كسب قضية كان قد رفعها ضد جامعة برلين التقنية الألمانية؛ في نيسان الماضي، بعد أن فصلته الجامعة في شهر أيلول من عام 2018 لأسباب عنصرية من برنامج المنحة التي كان حصل عليها. المهندس عمر المسالمة وهو طالب ماجستير تخصص هندسة مائية، أقرّت له المحكمة الإدارية في مدينة برلين الألمانية “تسوية قضائية”؛ التزمت بموجبها الجامعة بالاعتراف بأن التهم الإدارية والأكاديمية الموجهة له هي اتهامات باطلة، ما يعني سقوطها عنه بشكل نهائي، وإعادة قيده للجامعة كطالب له كامل الحقوق في ماجستير الهندسة المائية ابتداء من الفصل الحالي. المسالمة تحدث لـ “روزنة” حول حيثيات قضيته، والتطورات التي أدت بالنهاية إلى حصوله على الحكم القضائي العادل، فيقول أن قرار إلغاء منحته الدراسية من رئاسة الجامعة بفرعها الموجود في مصر (مدينة الجونة) كان يتصل بشكل مباشر بسبب الموقف السلبي و العدائي من البروفيسور الألماني أوفا تروغر تجاه الطلبة السوريين في فرع الجامعة الألمانية بمصر. وأضاف بأن جميع لقاءاته بالطلبة السوريين كانت تتسم بالسلبية والعدائية، مردفاً بأن عنصرية البروفيسور شملت الطلبة السوريين في برنامج المنحة التي كان حصل عليها المسالمة ضمن تخصص الهندسة المائية؛والذين بلغ عددهم 8 طلاب، موضحاً أن حواراتهم معه اتسمت بالسلبية بسبب تمييزه بينهم وبين باقي زملائهم من الجنسيات الأجنبية، حيث منع الطلبة السوريين من السفر في كل فصل دراسي إلى مقر الجامعة بألمانيا (وهو أمر يجب أن يكون متاحاً لجميع الطلبة) بحجة أنهم لاجئين. كما حرمهم تروغر من تلقي الدروس بشكل مباشر داخل فرع الجامعة لمدة وصلت لـ 6 أشهر، ما اضطرهم لمتابعة المحاضرات خلال تلك الفترة عبر خدمة “السكايب”، وهو الأمر الذي أدى إلى انخفاض معدلاتهم الجامعية، وهو ما أراد استغلاله مدير قسم الهندسة المائية بإرسال تقاريره إلى إدارة الجامعة في برلين، ساعياً إلى منع استمرارهم في المنحة بذريعة المستوى السيء للطلبة السوريين.   المسالمة الذي أعفته الجامعة من دفع رسوم الفصل الحالي بموجب التسوية القضائية وكذلك دفع الرسوم الدراسية للفصل الدراسي الشتوي من السنة الدراسية الماضية، وكذلك رسوم الفصل الصيفي 2019 نيابة عنه، أشار خلال حديثه إلى أن البروفيسور تروغور اتبع مع الطلبة السوريين أسلوب التهديد والوعيد بإلغاء المنحة والحرمان منها والفصل من الجامعة، وهو ما نتج عنه لاحقاً إشكاليات عديدة داخل المحاضرات، فضلا عن أساليب التصحيح المتبعة ضدهم ومنحهم درجات متدنية في امتحاناتهم؛ مقابل التساهل مع الطلبة الأوروبيين؛ وهو ما أدى إلى رسوب 6 طلبة من أصل ثمانية. وأكمل موضحاً “هو منح النجاح لطالبين حتى لا يظهر وكأنه يتقّصد رسوب جميع الطلبة السوريين… إجاباتي كانت صحيحة في أسئلة رصد لي مقابلها علامة الصفر، وذلك ما دفعني لطلب نموذج لسلم التصحيح من أجل إنصافي وإعادة حقي وهو ما رفضه تروغور، لذلك أرسلت لإدارة فرع الجامعة 3 شكاوى أشرح ما نتعرض له من إساءة من قبل تروغور”. وأردف “في منتصف أيلول من العام الماضي تفاجئت بوصول قرار فصلي من المنحة متذرعين بـ 4 أسباب ، أولهم عدم احترام الكادر التدريسي، والغش، و عدم حضور المحاضرات، والتحايل بوضع اللاجئ… وكل ما أوردوه من ذرائع مختلقة هو منافي للحقيقة، حيث أنني ناجح بجميع المواد ما عدا المادة التي تقّصد تروغور رسوبي فيها، كما لم توجه لي أية ملاحظة بشأن الغش، وحضوري في الدوام الجامعي أكثر من 60 بالمئة، وأنهي كافة خطاباتي ورسائلي للجامعة بتأكيدي على احترام الكادر التدريسي… فضلاً عن أن وضعي قانوني في مصر وأحمل صفة لاجئ، فأنا مسجل لدى مفوضية اللاجئين”. ولفت المسالمة إلى أنه وبعد صدور قرار الفصل بحقه، طالب إدارة فرع الجامعة بفتح تحقيق شفاف بالحادثة من أجل إنصافه وإعادته للمنحة، فضلا عن تقديم اعتذار عن التهم الموجه لها، إلا أن ذلك لم يلقى له استجابة من قبل إدارة فرع الجامعة بالجونة في مصر، وهو ما دفعه بعد ذلك للمضي بأوراق الدعوى ضد الجامعة في مقرها الرئيسي ببرلين. كما شرح في معرض حديثه إلى أن التسوية القضائية التي رضخت لها الجامعة الألمانية أجبرتهم أيضاً على دفع مصروفات التقاضي والبالغة 5 آلاف يورو، فضلاً عن دفع أتعاب المحامي الخاص به. هذا وقد وافق المسالمة على الالتزام بإنهاء القضية بعد تنفيذ فرع الجامعة لكافة البنود الواردة في التسوية القضائية، لافتاً إلى أن تحقيق العدالة في قضيته لم تكن لتتحقق لولا وقوف عدة منظمات طلابية وحقوقية إلى جانبه. وتابع حول ذلك “لقد وافقت على التسوية القضائية لأنها ردت إليّ اعتباري الشخصي بشكل قانوني و قاطع، و تحققت الغاية منها بالعودة للجامعة و الانتظام بالدراسة… مع العلم أن الجهة المانحة (الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي DAAD) كان لهم موقف متوازن ولم ينحازوا إلى موقف إدارة الجامعة بفصلي من المنحة الدراسية… كذلك فإن اتحاد الطلاب في ألمانيا؛ قدّم لي المشورة، و تكفل بدفع مصروفات التقاضي و أتعاب المحاماة في حال خسارة القضية”. وكان المسالمة قد عبّر عن شكره؛ يوم أمس الأربعاء، في منشور على صفحته الشخصية في “فيسبوك”، لمن وقف معه في قضيته، كان منهم المنظمة العربية لحقوق الإنسان، والتي قدمت له الدعم و المشورة الحقوقية، كما أنها طالبت بفتح تحقيق نزيه و شفاف بخصوص كل التجاوزات. ونوه المسالمة إلى أنه وخلال فترة انقطاعه لمدة عام عن جامعة برلين التقنية، قد تمكن من العودة للجامعة البريطانية في مصر و استكمال درجة الماجستير في الهندسة في التصميم و التشييد و المستدام بتقدير ممتاز، كما تم نشر أطروحة تخرجه في ورقتين بحثيتين في المؤتمر الدولي الثاني والعشرين لتكنولوجيا المياه، و التي نالت جائزة أفضل ورقة بحثية ضمن فئة ” إدارة و تخطيط الموارد المائية “، بينما أشار في المقابل إلى أن أي من زملائه في فرع جامعة برلين التقنية لم يتخرج حتى الآن بفضل استمرار عنصرية البروفيسور تروغر بحقهم (رئيس قسم الهندسة المائية) وكذلك إدارة الجامعة المتطرفة.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=11&id=23914