وجهات نظر

الاستئناس في طرطوس: أحلام بعثية متكسرة!!

البعث


لم تعكس نتائج استئناس مؤتمر فرع طرطوس الموسع الخاص بالاستئناس الحزبي يوم الخميس الفائت لاختيار ممثلي الحزب في قائمة الوحدة الوطنية للدور التشريعي الثالث للعام 2020 تعطش الشارع الوطني، بشقيه المنتمي واللامنتمي تنظيمياً للحزب، في محافظة لطالما وصفت بأنها محافظة البعث ولطالما تغنى أبناؤها بهذا الانتماء, لإيصال ممثلين لهم قادمين من عمق الانتماء البعثي وفكره وتاريخه الطويل ومن رحم معاناة وأوجاع الناس ليشكلوا رافعة لأحلامهم وليكونوا علامة بعثية فارقة تدفع بحضور البعث إلى الأمام.. فقد أتى المنتظر والمأمول عند القاعدة البعثية والشعبية مُخيباً حد الذهول مع الأسف!! إذ تصدرت قائمة العشرين الفائزين بثقة رفاقهم البعثيين – كما يفترض – الكثير من الأسماء المثيرة للتساؤل، والتي تمكنت من حصاد أصوات “المُتسأنسين” المُؤتمنين على أحلام وتطلعات أبناء محافظة طرطوس في مشهدية سوريالية قل نظيرها!! لكن كيف ولماذا حصل ما حصل؟! وأين قياداتنا الحزبية المحلية والمركزية مما جرى ويجري؟! وماهو موقفها من غضب الشارع الطرطوسي ونقاشاته، بكل انتماءاته الحزبية وغير الحزبية؟! وأسئلة عديدة أخرى لم ولن تهدأ قبل معالجة مفرزات الاستئناس وتصويب نتائجه، في إطار الديموقراطية والديموقراطية المركزية، فترتيب الأصوات ليس ملزماً لقيادة الحزب. ولا ننسى مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت بتعليقات لاذعة ساخرة طالت تاريخ الحزب ومناصريه، وتوجيه الاتهامات، والتشكيك المتبادل على كل المستويات!! الغريب واللافت في الأمر أن قائمة المرشحين التي ناهز عديدها الـ 156 رفيقاً ورفيقة مرشحين تضم في ثناياها الكثير من القامات والشخصيات من أصحاب الخبرة والتجربة المسكونين بأخلاقيات بعثية ووطنية رفيعة المستوى، فكيف ولماذا لم يحظوا بالأصوات المتوقعة!؟ ولماذا لم يتمكنوا من الوصول لقوائم الفائزين في الاستئناس!؟ وتشير الكثير من الأحاديث المتناقلة والمتداولة عن تدخلات ومفاتيح وشيفرات سرية جرت في الغرف المغلقة بعيداً عن الأعين، وعن مصالح ومنافع أخذت بعين الاعتبار لحصد أصوات وتوجيهها باتجاهات معينة!! يرى البعض أن نتائج استئناس طرطوس خالفت صراحة ما أوضحه الرفيق الأمين العام للحزب عشية انطلاق عمليات الاسئناس الحزبي، وتأكيد على الحضور المنشود للبعث وأدبياته وأخلاقياته وقدرته على التطوير والنهوض والابتعاد عن الولاءات الضيقة وأن الديموقراطية مسؤولية قبل أن تكون ممارسة.. ولا بد في هذه الوقفة التحليلية من الإشارة لما عرض له صراحة الرفيق عضو لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي زياد صباغ قبل تلاوته نتائج الاستفتاء في الصالة الرياضية بطرطوس -موقع الحدث- بحضور الرفيق عضو القيادة المركزية المشرف الرفيق مهدي دخل الله إلى أن نتائج استئناس طرطوس ستكون موضع تدقيق ومراجعة على مستوى القيادة المركزية للحزب على ضوء الشكاوى والمعلومات التي تشكك بعملية الاستئناس برمتها وأن أحداً لن يكون بعيداً عن المساءلة كائنا من كان ومهما علا شأنه… إن ما آلت إليه عمليات الاستئناس الحزبي بطرطوس وما سبقها من انتخابات حزبية قبل أشهر وما أفرزته من قيادات حزبية أنتجت ذاتها ستدفع بأبناء البعث الحقيقيين إلى مزيد من الشكوك والتساؤلات ما سيفتح الطريق واسعاً وممهداً أمام أسئلة كبرى حول قدرة البعثيين على إدارة استحقاقاتهم الداخلية. وهذا مالا يريده ولا يتمناه البعثيون الشرفاء بكل تأكيد.. ما ينبغي التأكيد عليه في هذا السياق أن الرفاق الفائزين بالاستئناس لابد أن يروا غير هذا الرأي وأعتقد أن صحيفة “البعث” ستقوم بواجبها بعرض مختلف الآراء.

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=25901