وجهات نظر

لبنان..من حربٍ أهليّة إلى حربٍ أهلية .. ومن الإيقاع بحافظ الاسد إلى الإيقاع ببشار الأسد.

الاستاذ خالد العبود_ الصفحة الشخصية


-بعد حرب تشرين التحريريّة، في عام 1973م، وافتراق الجيشين السوريّ والمصري، نتيجة ذهاب السادات وحيداً نحو اتّفاق مع كيان الاحتلال، بقي الجيش السوريّ يخوض معركته وحيداً، في مواجهة جيش الاحتلال!!.. -لقد رفض الرئيس حافظ الأسد أن يكون إلى جانب السادات، في ذهابه إلى ملاقاة العدو، في نقطة كانت بمثابة انتحارٍ سياسيّ وعسكريّ كبيرٍ جدّاً، ولم تكن ترقى هذه النقطة لمستوى الإنجاز الكبير الذي حققه الجيشان في تلك اللحظة.. -هذه القراءة لم تعد سرّاً، كما أنّها لم تكن خياراً سياسيّاً أو عسكريّاً، بمقدار ما شكّلت خيانةً كبيرةً، أكد عليها حتى الباحثون والدارسون، وكثيرٌ من القيادات السياسيّة والعسكريّة المصريّة، الذين كانوا في خضم الحرب التي خاضها العرب، خلال تلك المرحلة.. -لم تستطع "حرب الاستنزاف" أن تحسم أمراً، ولم تستطع كلّ محاولات السادات أن تأخذ سورية، وتحديداً الرئيس حافظ الأسد، إلى اتّفاق يحاكي اتّفاق السادات مع كيان الاحتلال، بوساطات وضمانات دولية، لم تخرج جميعها إلى العلن حتى اليوم.. -كان لا بدّ من إضعاف وتشتيت الرئيس حافظ الأسد، وتمزيق القوى الفلسطينيّة التي وقفت إلى جانبه في خياره، ولا بدّ من الضغط عليه، كي يتمّ إلحاقه بعربة "السادات - كيسنجر"، فكانت حرب لبنان الداخلية فخّاً، أعدته استخبارات دوليّة غربيّة، نتيجة حاجة "إسرائيليّة" له، يغرق بوحلها الرئيس حافظ الأسد، فيضعف هو وحلفاؤه، ويتشتت ويتمزّق، وبعدها تُفرض عليهم شروط عربة "السادات - كيسنجر"!!.. -باءت محاولتهم بالفشل، حيث كان الرئيس حافظ مدركاً لذلك تماماً، وبدلاً من إضعافه وتشتيته وتفتيته، فرض عليهم معادلته الجديدة، والتي تقول: لا استقرار في المنطقة بدون حافظ الأسد، كما أنّه ساهم في إنجاز خرائط لبنانيّة داخليّة، منعت لبنان من اللحاق بركب "كامب ديفيد".. -اليوم المرحلة هي ذاتها، والمشروع هو ذاته، والتكتيك هو ذاته، كون العدوان والحرب على سوريّة والرئيس بشار الأسد، لم تأتِ بنتائجها المرجوة، ولم تستطيع أطراف العدوان من فرض شروطها!!.. -لهذا فإنّ سيناريو حرب لبنان، في عام 1975م، حاضرٌ ومطروحٌ باعتباره يشكّل مخرجاً جديداً، لورطة الأطراف ذاتها، التي عانت من صمود سورية يوماً، وهي تُعاني من صمودها اليوم.. -لقد شكّل الرئيس بشار الأسد اليوم، نسقاً مقاوماً صامداً، سياسيّاً وعسكريّاً، إلى جانب قوى وحركات عربيّة، ومنها تحديداً لبنانيّة وفلسطينيّة، حيث فرض هذا النسق شروطه الموضوعيّة على حسابات المنطقة وخرائطها، ولا يمكن لكيان الاحتلال - ومن يقف إلى جانبه، من قوى وحكومات دوليّة، ومن يدور في فلكه، من حكومات عربيّة، سرّاً أو علانية - أن يشعلوا لبنان من جديدة.. -إنّ إشعال لبنان يعني، أنّ قوى الmقاومة اللبنانيّة، سوف يتمّ إشغالها داخليّاً، وهو ما أكدنا عليه في مقال سابق، كما أنّه يمكن إضعاف خاصرة سوريّة، وبالتالي إضعاف الرئيس بشار الأسد، وبالتالي محاولة دفعه، من قبل أطراف العدوان، كي ينشغل بوحل لبنان وفخّه من جديد!!.. -إنّها المحاولة ذاتها، التي ظنّت أطراف العدوان يوماً، بأنّها سوف تُضعف الرئيس حافظ الأسد، والنسق الذي وقف إلى جانبه، وبعدها يمكن أن تسحبه إلى العنوان والشروط التي تريدها، كذلك تفعلها اليوم مع الرئيس بشار الأسد، والنسق الذي يقف إلى جانبه، أمّا العنوان فهو الصراع العربيّ الصهيونيّ، والشروط فهي شروط استسلام نسق "حلف الmقاومة"!!.. #خالد_العبود..

Copyrights © Znobia.com

المصدر:   http://www.znobia.com/?page=show_det&category_id=13&id=29905