إعلانك المبوب
  ارض زراعيه 7 دنم للبيع طريق العروس مرديدو منطقه عقاريه الرجم للاستفسار 0999182938     صدور كتاب التحكيم عدالة اتفاقية من تاليف القاضي المستشار امرالله فنصة حبث تضمن هذا الكتاب اراء اعظم فقهاء التحكيم في الوطن العربي     الآن في الأسواق.. صدور العدد الأول من جريدة " كاريكاتور" 10/8/2015 صحيفة شهرية كاريكاتورية ساخرة تصدر عن دار البعث الإشراف والتحرير: رائد خليل 24 صفحة /50 ل.س syriacartoon@yahoo.com     شقة مكسية ديلوكس مساحة 108 متر مربع في اشرفية صحنايا للاجار مفروش فقط بدون اطفال     انتقلت عيادة الدكتور ايمن عيسى اختصاصي امراض وجراحة الاذن والانف والحنجرة وتجميل الانف-تخطيط سمع ومعاوقة سمعية من دمشق الى طرطوس-المشبكة-سوق النسوان هاتف 319270-0933229112  
القائمة البريدية

للإشتراك بنشرتنا الإخبارية

تابعونا على الفيس بوك
تصويت
فيديو زنوبيا
“حبل الكذب .. طويل” .. غسان أديب المعلم

بالكاد، لم يتسنَّ لجوقة المُهرّجين من فرقة طبل وزمر السلطات أن تستعرض وتتباهى وتتخايل بتحليلاتها “الخرندعيّة” حول التقارب “السوريّ التركيّ” الأخير وتقديم العسل على أطباقٍ من ذهب بعد إرغام وإذعان الأتراك على شروطنا المُسبقة وطأطأة الرؤوس وتقبيل الأيادي، حتى عادت جثامين شهداء العدوان التركي بالأمس القريب لتلجمهم دفعةً واحدة وتتركهم في حالة ذهول وشرود وإعادة ترتيب الأوراق والمُصطلحات ورسم الخطط والسيناريوهات المُقبلة بُعيد إفتضاح أمرهم وأنّ حبل الكذب قصير جدّاً. لكنّ الحقيقة والواقع يقولان غير ذلك بالطبع، فحبل الكذب طويلُ جدّاً، وقد يتجاوز الطول مقدار سنواتٍ وعقود في العدّ ريثما تتضّح الأمور وينجلي الوهم.. أمّا هؤلاء، وأقصد “مرتزقة الأقلام” المُنحرفة عن الصواب، فلا حياء عندهم ليكذبوا أكثر وفق نظرية غوبلز، رغم أنهم يعرفون تماماً أنهم منبوذين كما السلطات من قبل الشعب. وهنا، لا بدّ من الإشارة إلى أمرٍ مهمّ حول الفرق بين الرأي السياسي لأيّ مواطن، وبين مهنة التحليل السياسي التي زجّت فيها السلطات بمن يهرف بما لا يعرف، مع اللفّ والدوران لأجل أمرٍ وحيد وهو رسم صورة الإمساك بكنترول العالم أجمع من قبل السلطات التي تنوب عن الآلهة في بعض الأحيان أيضاً.. وبالعودة إلى حبل الكذب ومداه المُزمن، يحدّثنا الزمان عن مقولة الفيلسوف اليوناني “يوليبيوس” قبل مئتي عامٍ من الميلاد بأنّ الأمم تتّبع دورة واحدة: الديمقراطية، الأوليغاركيّة، الديكتاتوريّة، الاستبداد، الانهيار. وللأمانة، وبعد عقود من الكذب، نحن لم نرَ الحالة الأولى – أي الديمقراطيّة – وعلى أبواب الحالة الأخيرة -أي الانهيار-، وواهمٌ من يعتقد غير ذلك إبان مايشهده الواقع السوريّ من حالٍ قلَّ نظيره في العالم أجمع. فلا قانون، ولا حريّات، ولا حركة حزبيّة حقيقيّة، ولا مؤسسات تمثّل الشعب الحقيقي برمّته، ولا كهرباء، ولا حتى ماء ووقود ونشاطات واتصالات وإنتاج، ولا حتّى تعليم، وفوق كلّ ذلك غلاء يستفحل يوماً بعد يوم دون ضابط ودون أدنى درجات الخجل من السلطات كافّة أمام عجز هذا الشعب عن تأمين مستلزمات أو أساسيات الحياة الكريمة. تكتفي الحكومة بوضع الملامة على الحصار ودول الأعداء فقط، ولا تستطيع إجتراح حلٍّ واحدٍ عبر كوادرها “المُنتقاة” لصالحها، هذا الكذب لم يكن وليد الصدفة أو الأزمة، بل كشفت الأزمة مداه وعرِّت تفاصيله، خصوصاً تلك الآيدولوجيا المفروضة على العقل المُتناهي في الصغر لأجل التلقين وترديد وتخزين المعلومات على أنّنا الدولة الوحيدة في هذا العالم التي تؤمّن الكرامة والمواطنة لشعبها على هذا الكوكب، بينما باقي الدول وشعوبها أسفل السافلين، وأنّنا سنعيش، بينما ستنهار الممالك والإمارات عند نضوب النفط، وحتى أمريكا بذات نفسها ستنهار وستفشل وستصبح حديث الذكريات، فما حال أوروبا إذن!؟، وأنّنا الأقوى في هذا العالم، وأن الجميع يلهث لمصافحتنا والتقرّب منّا، وأكثر ما يخشاه هو غضبنا. لقد فعلت الأزمة مافعلت بحبل الكذب، وأصبح من الواضح أنّنا في المراحل الأخيرة للمجهول، وعلى شفى حفرة من الجنون، بل ربّما أصابنا المسّ فعلاً.. فبحسب نظرية عالم النفس “إريك فروم” من المٌمكن أن تُصاب أمّة بأكملها بالجنون، نتيجة اشتراك الجميع في الأخطاء، عندما يُعامل الحكّام الشعب معاملةً لا إنسانيّة، وستكون النتيجة الانهيار حتماً. وهذا ماهو قائم بالفعل، فلا وجود للمعاملة الإنسانية، ولو ابتعدنا عن المشاعر و العواطف، فلا وجود للاحترام حتى لمواد الدستور الذي تنصّ على حُكم الشعب لنفسه، وأنّ الأجور توازي متطلّبات الحياة الكريمة، وأنّ الثروات ملكٌ للشعب، والاحتكار ممنوع، وغيرها الكثير من المواد التي ضُرب بها عرض الحائط وباتت واضحةً وجليّة أكثر في عهد الأزمة، واكتشاف ذلك الحبل المُلتف حول أعناقنا منذ زمنٍ بعيد، وللأسف كان هذا الحبل هو حبل كذب الآيديولوجيا والشعارات والخطابات الرنّانة على المنابر، ووصل بنا إلى المكوث على المنصّة ترقّباً لإعلان وفاة الأوطان. الانهيار الاقتصادي سيؤدّي حتماً إلى الانهيار المُجتمعي، وستحلّ الكارثة والطامّة الكبرى، لأن الصراع حتميّ بين الطبقة الأرستقراطيّة والفقراء كما أشار “أرسطو” ولو بعد حين، وسيكون الأذى والفساد الذي لا يتمنّاه أيّ محبّ وغيور على سوريانا، وبالتأكيد فإنّ غالبيّة هذا الشعب أراد ويُريد كما أثبتت الأزمة المُحافظة على الخدمات والمؤسسات بعيداً عن الارتباط بأيّ شيءٍ دونما الوطن، وهو ما حصل في أكثر من بلد إبان إنهياره أو تعرّضه للإنهيار، كما حصل في جنوب أفريقيا على سبيل المثال لا الحصر بعد فشل سلطة أو نظام الأبارتايد العنصريّ، وحافظ الشعب على كافّة المرافق والإدارات العامّة ونهض بالبلاد من جديد.. وأخيراً، ومن موقعي المُتناهي في الصغر بالحُسبان على أنّني مواطن كما غيري من أفراد هذا الشعب العظيم، ولأنّني كما الغالبيّة أتمنى وأطمح وأحلم بدولة المؤسسات والقانون والمواطنة، ولأنني سوريّ فلا مكان لليأس ولو أنّ الانهيار يبدو على بعد خطوات، فلا بدّ لي أن أدعو وغيري هذه السلطات إلى الإعتبار من التاريخ قبل أن يختلط الحابل بالنابل ويقع مايخشاه الجميع و نمضي إلى التهلكة الحتميّة، إلى فتح باب الحوار الحقيقي لإطلاق مشروع وطنيّ جامع ينهض بالبلاد والعباد على خطى الكثير من البلدان التي أصلحت حالها قبل الخراب، ويمكن أن نتخّذ من رواندا وماليزيا أسوةً حسنة رغم ما حدث فيهما، وقبل أن يحدث بنا، فسارعوا إلى قوّة البلاد الحقيقيّة المُتمثّلة بالشعب، ولا ضير أن تعترفوا بفشلكم وبحبل الكذب الطويل الذي طوّقتم به أعناقنا، فلأجل الوطن لا غير، قد يغفر الكثيرون الخطايا ويترفّع عن الانتقام من الأذى الذي تسبّبتم به.. وليكن الحبل الجديد من الصدق والاحترام والشفافيّة، قبل أن نموت جميعاً من الكذب ونختنق بحبلهِ.

غسان أديب المعلم _ميدلاين نيوز

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع زنوبيا الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
أكتب الرقم : *