كلمات | شوفو سوريا |
دراسات | رياضة |
فريـش | بزنس |
وجهات نظر | الموقف اليوم |
محليات | احوال البلد |
فن الممكن | عيادة زنوبيا |
افضح الفساد |
كتب الناشط السياسي والزميل الكاتب محمد سعيد حمادة مقالا شن فيه هجوما عنيفا على من اسماهم "المأجورين العاملين عند طابور مأجور في الصفحات الوطنية" (صفحات فايسبوك سورية توالي النظام وتضم مئات الاف المتابعين لها).
وقال حمادة في مقال رأي طويل تنشره آسيا حصريا لتعطي الفرصة لعرض آراء ناشطين سياسيين لهم دور في الواقع السياسي والإعلامي السوري الداخلي.
وقد جاء في المقال: لا يعرف السوريون من هم أولئك الأبطال الذين سطّروا أروع ملاحم البطولة، وعلى مدى أشهر طويلة، في مدينة حارم وقلعتها التي قلعت عيون العثمانيين الجدد وقلوبهم، كما لا يعرفون اليوم أسماء الأبطال الذين يخوضون أشرس حرب في جبال اللاذقية وكسب؛ لكنهم متأكّدون أن أساطير سورية مجهولة قادت وتقود معارك الشرف والعزّة بصمت الأنبياء والقدّيسين الذين لا يغرّهم ثناء ولا يخيفهم وعيد.
وعلى رأس هؤلاء القدّيسين أبطال الجيش السوري، ضبّاطًا وصفّ ضبّاط وجنودًا، الذين يسطّرون في كلّ لحظة ملحمة جديدة يقف أمامها كبار الخبراء والعسكريين في العالم مذهولين محبطين. لعلّ الصحافيين المأجورين الذين يعملون عند طابور مشبوه سيّء النية، يحاول حصر إنجازات جيشنا البطل وقياداته الميدانية الشجاعة بأسماء منتخبة من بين جيش من الأبطال، لا يعرفون القيادات العسكرية التي حرّرت القصير أو القلمون، وأحكمت الكمين في صيدنايا، وتقوم اليوم بتحرير غوطة دمشق، لكنهم يعرفون جيّدًا أن من يدير معركة بحجم المعركة التي يخوضها الجيش لنسف "الجدران الطيبة" و"الأحزمة الآمنة"، ليس لديه من الوقت ليصفّف شعره ويلمّع حذاءه لعدسات كاميراتهم. وأن من يدير معركة تحرير الغوطة من عملاء "إسرائيل" الذين ينتظرون المدد والعون من العملاء الذين يسعون إلى بناء "الجدار الطيب" وفاء لداعمتهم وحاضنتهم "إسرائيل"، لا وقت لديه كذلك لهرطقات إعلام منحطّ يحاول النيل من بطولات قيادات استثنائية في جيشنا لصالح بعض الأسماء التي يُراد من الدفع الإعلامي باتجاهها، وكأنه محاولة لتدميرها والقضاء عليها كذلك، لأن غُشم المروّج يضرّ بالمروّج له.
ولعلّ القادة الميدانيين إن لمعسكر "وادي الضيف" الأسطورة، أو معسكر "الحامدية" الأسطورة، أو الفرقة ١٧ الأساطير، ليسوا على علاقة جيّدة بأرباب ذلك الطابور، أو أنهم من غير المضمونين له، ولهذا لم يسمع السوريون سوى شذرات قسرية انتزعها هؤلاء الأبطال بحكمة وشجاعة وصبر قلّ نظيرها، وهم يصدّون الآلاف من شذّاذ الآفاق الذين يحاصرونهم ويعلنون في كل يوم عن معركة جديدة يجمعون لها عشرات الكتائب والتشكيلات من العملاء، فتردّهم قلاع الجيش خائبين مذعورين، وجثث فطائسهم الإرهابيين حولها تلال. لعلّ الشهيد سومر سلامة، ومثله الآلاف من الأساطير، الذي نام ثلاثة أيام متتالية أمام شعبة تجنيد طرطوس كي يستعجل التحاقه بالاحتياط، والذي أصرّ على أن يغطّي انسحاب العشرات من رفقائه في خان العسل ويستشهد بعدها، بعد أن أحاط بهم آلاف الإرهابيين، لا يعدّ استشهاديًّا نموذجًا بنظر لعّيبة الورق من إعلاميي "الصفحات المؤيّدة"، أو أن ما أبداه من بطولة نادرة غير مهمّ لما يبغونه، ولهذا لم يسمع أحد عن بطولة، من المؤكّد أن كثيرين غيره مارسوها، في منغ وفي أريحا وعلى جبهة الجولان وغيرها، ولم يعرف عنهم أحد شيئًا.
أما الشهداء الأحياء، جرحى القوات المسلّحة والدفاع الوطني، الذين قطّعت سبل الفساد والبيروقراطية رواتبهم وتعويضاتهم واحتياجاتهم الأساسية، فقد عمي عنهم طابور الإعلام إياه؛ ولعلّ ذويهم يقفون طوابير أمام مكاتب المتنفّذين في هذا الإعلام ليشرحوا قصصهم ومآسيهم، أو ليحصلوا منهم على كرسي متحرّك أو معونة. علمًا أن هذه المآسي لهؤلاء الشهداء تُبثّ أسبوعيًّا على شاشة التلفزيون السوري، لدرجة أن يصل الأمر في كثير من الأحيان إلى استجداء حقوقهم، ولا حياة لمن يناديهم صانعو الحياة. في عيد الشهداء نستذكر كل واهبي الحياة لسوريا، ممن قدّموا دماءهم وأرواحهم من أجل حياتها وحريّتها، وممن يقارعون تنّين الهمجية على كل الجبهات اليوم، فبتضحياتهم وبطولاتهم تغيّر التاريخ وأصبح له وجه جديد. فلم يعد السادس من أيار يومًا واحدًا فريدًا معلَمًا ومعلّمًا بعد سباق البطولة والبسالة الذي شهدته سوريا في السنوات الثلاث الماضية من أبنائها الذين تدافعوا إلى الشهادة ذودًا عنها. فقد أصبح كل يوم من أيام السنة عيدًا بهيًّا لشهيد، وذكرى لبطولة نادرة، لم يُسَقْ فيها صاحبها إلى حتفه، بل قاتل بملء إرادته كي يفقأ عين الموت ويدمي وجوه وقلوب الذين يخوّفون منه، ذلك أن من قابلوه هم أولئك الذين أحبّوا الموت لقناعتهم الراسخة أنه الطريق إلى الحياة؛ حياة أمتهم الحرّة العزيزة، وعلى رأس هؤلاء شهداء الجيش السوري ومن ناصرهم ووالاهم وقاتل إلى جانبهم، فقد ظفروا جميعًا بشرف الموت من أجل أن تحيا أمتهم التي تحبّ الحياة لأنها تحبّ الحرية.
عشرات الآلاف من الشهداء الذين أنشبوا أظافر خلودهم في حياة الأمة، وصبغت دماؤهم تاريخ بلادهم الحرّة التي تقاتل أغنى الدول وأعتى الجيوش ونخب الخبراء العسكريين والأمنيين في العالم؛ ولم يأتهم الموت بصدفة قذيفة، بل تدافعوا للوصول إليه وكسر عنقه، وقد فعلوا، فاستحقّوا الحياة التي انتزعوها لبلادهم ممن أراد لها الفناء.
أيتها الطوابير الإعلامية المشبوهة، جيشنا كله أبطال، جنودًا وصفّ ضبّاط وضبّاطًا وقيادة شجاعة. جيشنا كلّه على حق، ولا نرى الحقّ إلا بحدّ سيفه.
وكالة أنباء أسيا
جميع الحقوق محفوظة 2024 © موقع زنوبيا الإخباري
Powered by Ten-neT.biz An Internet Company